12 أكتوبر 2025
تسجيلالبعض من الناس يعاني من الخجل والبعض الآخر يخجل لمواقف يشاهدها أمامه، فالذين يخجلون غالباً يتلعثمون عند الكلام أو يتفادون اللقاءات والمجتمعات، فخجلهم يتحول الى وداعة وسلبية متناهية، اذن هناك خوف للذين يعانون من ظاهرة الخجل خصوصاً عندما يتكلمون مع الآخرين، فلا يظهرون رغبة في الحديث ولا لفت الأنظار، لأنهم في الأساس يحبون الابتعاد والعزلة، وسرعان ما تحمر وجوههم اذا ما تورطوا في نقاش، والذي يعاني من الخجل غالباً ما نجد رفاقه يسخرون منه عندما يخطأ، واذا كان الخجول طالباً بالمدرسة، نجده لا يظهر مشاركةً فاعلة بالصف الدراسي، فيعجز عن التعبير ويظهر حساسية مفرطة ويلتزم الصمت، فهو يريد أن يستمع أكثر من أن يتحدث، ولا يسأل عن شيء لم يفهمه، ويبتعد عن المشاركة في الأنشطة المدرسية، ويرتبك في حركاته، ولا يحب الخوض في المنافسات المدرسية، وقد نجده أحياناً يجلس مع رفاق أصغر منه سناً، لأنه يشعر بعدم الثقة، وللوالدان دور في زيادة خجل الأبناء وذلك لاهتمامهم المفرط، فتنعدم قدرتهم على الاعتماد الذاتي، والتصرف بأنفسهم لاقامة علاقات مع الآخرين. أيضاً يتولد عن ذلك موت المواهب والقدرات الذاتية والانطواء، في المقابل يمكن تجاوز ما تم ذكره بالاعتماد على النفس والاطلاع والمعرفة وتجنب الوحدة والثقة بالنفس في مواجهة الآخرين والثبات، فمعظم المخاوف لا حقيقة لها، فلتكن شجاعاً أيها الخجول في مواجهة المصاعب بترويض نفسك على الاقتحام وخوض المناقشات والشجاعة الأدبية، وحتى لو أحاطت بك السلبيات، فالتفاؤل من الايمان.أما الأشياء التي يخجل لها الآخرون فهي كثيرة، فعلى سبيل المثال نجد البعض من الناس يبصق أو يرمي بعلبة عصير أو منديل ورق، أو باقي سيجارة مشتعلة على الطريق وهو يقود سيارته، وهناك التجاوزات الخاطئة والعصبية أثناء القيادة، وعبث الأطفال بزجاج وتلفونات المرافق العامة برغم وجود ذويهم، فلماذا لا نمنعهم ونوجههم؟ وما دور ولي الأمر في هذه الحالة؟ أليس من الصحيح متابعتهم؟ وهناك من يجلس حول المسجد أثناء الآذان أو اقامة الصلاة، أو الانشغال بتقنية الانترنت والكمبيوتر والهاتف الجوال، هذا ان لم يكن داخل المسجد مشغولا بجواله بدلاً من أن يصلي ركعتين أو يقرأ آيات من القرآن، فلتصلِ صلاةً تدخل معك قبرك، لأن الصلاة والتلاوة والذكر عقود زاهية على صدرك، فما نلاحظه هذه الأيام امتلاء المساجد بالمصلين بعد صعود الامام على المنبر للخطبة بثوانٍ، بينما تمتليء الملاعب قبل نزول الفريق للملعب بساعات والجزاء ما بين الأقواس، فكلنا مثقلون بالعيوب، ولولا ستر الله لكُسِرت أعناقنا من شدة الخجل، فهل يبقى من العمر بقدر ما فات؟ لا ندري قد يأتي قطارنا سريعاً ويأخذنا، حينها يتوقف القلم ويبقى الألم، فماذا أعددنا لآخرتنا؟