17 سبتمبر 2025

تسجيل

مع وصفات خلفان بشأن أمن الخليج

29 يناير 2012

الفريق ضاحي خلفان يُعد أشهر قائد شرطة عربي إن جاز لنا الوصف ليس فقط لارتباطه العريق بقيادة شرطة إمارة دبي المتميزة عالمياً بالعديد من المنجزات والمظاهر فهو رجل شرطة مخضرم تولى مهامه القيادية منذ العام 1980م وكشف مؤخراً في مؤتمر"الأمن الوطني والأمن الإقليمي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.. رؤية من الداخل" والذي انعقد في البحرين مؤخراً عن رؤية سياسية عميقة تلازم شاراته العسكرية والنجاحات البوليسية لجهاز أمن بلاده فقد كانت أطروحته وغير المغلفة بالدبلوماسية حسبما وصف نفسه مثار حديث العامة والمتابعين لمجريات المؤتمر وباهتمام واسع فقد خرج السفير الأمريكي من قاعة المؤتمر مسجلاً موقف امتعاض على الصراحة المطلقة في حديث الفريق خلفان!! والذي انتقد مباشرة سياسة الولايات المتحدة تجاه المنطقة مطالباً بمنهجية واضحة في تعاملها مع دول الخليج العربية في ظل الظروف الراهنة في المنطقة. وحقيقة كانت مثل أطروحة الفريق غائبة عن جملة منتدياتنا ومؤتمراتنا المغلفة غالباً بديباجات المجاملة " والحوم حول الحمى " فقط دون التشخيص المباشر للعلة والصدح بالحلول الناجعة لها. فامتعاض السفير الأمريكي وخروجه من القاعة هو رفض للرأي الآخر وللصراحة برمتها!! فليس ببعيد من قاعة المؤتمر المهم في فكرته وتوقيته ترصد أحداثا مقلقة تهدد أمن دول المنطقة عامة حيث نسائم الربيع العربي في البحرين كانت تحمل رائحة لممارسات تتعامل معها السياسة الأمريكية بأكثر من وجه وتُرتهن الأحداث في شوارع المنامة وقراها ضمن مزايدات عالمية واسعة تشمل تهديدات البرنامج النووي الإيراني ومشروع الحضر على بيوعات النفوط الإيرانية والفواتير اللاحقة إثر ذلك على دول المنطقة. فحدة الحراك في الشارع المحلي متناسقة مع جملة المباحثات العالمية حول هذه الملفات المرتبطة من جانب آخر بخطط التغيير والمشاريع المستقبلية لخارطة المنطقة والمفهومة ضمن أدلجات السياسة الأمريكية وحالات الابتزاز الواضحة تجاه الحكومات المحلية والتي تستخدم فيها مسلمات الواقع البنيوي لتركيبة الشعوب هنا كأوراق لذلك الابتزاز. ضاحي خلفان وضع النقط فوق الحروف وأدلى صراحة ضمن مخاوفه الـ 38 المهددة لأمن المنطقة الداخلية منها والخارجية فقال ما يجب أن يقال مبكراً وأسهب في نقد النهج الخليجي وممارساته المخلة بالأمن وصيغ الاستقرار الشامل والدائم فمع أن المهدد الأول الذي تحدث عنه خلفان هو السياسة الأمريكية تجاه المنطقة مستنداً في أطروحته على منابع الفكر الأمريكي وثقافته حين استعرض مفارقات السياسية الأمريكية في العمل على تحقيق نهج الديمقراطية في المنطقة التي تسقطها بوضوح مواقف الإدارة الأمريكية بشأن فلسطين! وحقيقة يغيب عن السياسة الأمريكية رغم عمق إمكانية فهمها ودراساتها المتعددة والتاريخية العمق في فهم طبيعة المكون الخليجي وتعاطي حكام المنطقة وشعوبها لمفهوم المصالح العليا وأسلوب تحقيقها رغم ما ينتاب ذلك من شوائب ومخالفات محلية هي في الغالب بديهية بين كل الشعوب كناتج للفطرة الإنسانية إنما وضعها تحت المجهر الدولي دائماً واعتبارها بيت القصيد في الخلل المحلي والمحفز الأكبر للتغيير وتضييق المساحة حول المحاولات الإصلاحية وتهميشها أمام فهم الشعوب بالإعلامية الموجهة فهو المشجب المهم الذي ينبغي فهمه من عامة الشعوب حتى لا يكون ذلك المحور هو المدخل نحو التغيير ثم الدخول في التنازع والفوضى التي لن تكون خلاقة هنا أبداً وفقا لطبيعة المنطقة وديموجرافيتها وأجندات محيطها. أقول مع أن السياسة الأمريكية تجاه المنطقة كما قال خلفان هي المهدد الأول إلا أن المهددات الأخرى لا تقل خطورة أيضا على أمننا ومستقبل أوطاننا وحتى لا نظل كشعوب وحكومات نبحث عن المخارج لأزماتنا بتحميل المسؤولية للغير فالكل يجمع على أن هناك أخطاء وممارسات يجب أن تتبدل بأسلوب منهجي ومعالجات جذرية ومؤسسية لا حلول مؤقتة أو ردود أفعال تنتهي صلاحيتها سريعاً ومثل هذه الأمور بالطبع هي في يد المسؤولين ليظل أيضاً مستقبل المنطقة وأمنها واستقرارها بين أيديهم كما هو في ذممهم لذلك يجب أن تكون المعالجات سريعة وحصيفة تعطي للمواطن حقه أين كان ميوله لتضعه في دائرة المسؤولية تجاه وطنه فهو الدرع الأول والأقوى أمام أي تهديد خارجي[email protected]