19 سبتمبر 2025

تسجيل

لا نعيش أزمة في الخليج بل نعيش " خيانة وغدرا "

28 ديسمبر 2017

انتهى زمن الغيرة والنخوة والعطاء للأخ والجار وحل مكان ذلك زمن التآمر بكافة الوسائل القذرة نعيش أزمة مفتعلة طال أمدها بين شعب الخليج الواحد و"حسبي الله على من زرع الأحقاد والفتن بيننا" انتهى زمن الحب والوفاء.. وانتهى معه ذلك الزمن الجميل الذي كنا نعيش في ظله عبر البيت الخليجي الواحد، الذي كان يجمعنا تحت مظلة واحدة.. كنا من خلاله ندافع عن بعضنا البعض بكل قوة وإرادة.. وانتشرت اليوم الاحقاد بشكل هستيري وقسمتنا إلى شراذم ودويلات صغيرة كدويلات الأندلس.. لا نعلم إلى متى والى اين تسير بنا هذه الازمة من خلال هذا الخلاف المفتعل مع كل اسف!. قد تكون الشعوب في المنطقة هي المظلومة.. فهي التي تلقت هذه الضربة غير المتوقعة بعد ان كنا نعيش في أمن وأمان.. حتى حلت علينا القيود والعراقيل التي تم استحداثها اليوم لضرب الوحدة لشعوبنا المتحدة بسبب افتعال مثل هذه الازمة القذرة والدنيئة التي اتت على الاخضر واليابس بطريقة لم تكن في الحسبان ابدا. ندخل الشهر التاسع منذ شهر مايو 2017 م حتى يناير 2018 م اصبحت ازمة الخليج المفتعلة قد دخلت شهرها التاسع.. وهذه الفترة الزمنية الطويلة قد تكون من الفترات العصيبة بالفعل التي استفدنا منها العديد من الدروس والعبر بسلبياتها. كما اظهرت الأزمة للجميع بان الشعوب لا ذنب لها في افتعال هذا الخلاف البسيط الذي كان بالامكان حله بالطرق الدبلوماسية دون تعقيد الامور او تضخيم الاحداث التي انقلبت على الجميع بمساوئها وسلبياتها دون سابق انذار. الأمر المخزي في المسألة ان حكومات دول الحصار هي التي تتمادى في غيّها وتسعى لاطالة امد الازمة ضد قطر بكافة السبل والطرق الملتوية لكنها انقلبت بسلبياتها على الجميع.. والمتضرر في النهاية سيكون هم اهل الخليج من هذا الحدث العارض.. وهو ما نتجرع آلامه ويحدث بالفعل. ومن خلال القراءة الحقيقية للاحداث وللمشهد السياسي في المنطقة سنجد ان الشعوب لم تكن غافلة عما يجري على ارض الواقع بل كانت وما زالت تشعر بالخيبة والألم في نفس الوقت من جراء اطالة الازمة بدون اي مردود ايجابي على الشعوب والدول في كل الأحوال. وحتى لا ننسى فان الدرس المستفاد من هذه الازمة المفتعلة ضد دولة قطر حكومة وشعبا، هو تحقيق بعض المكاسب السياسية لدول الحصار — كما خططت لذلك — حيث فشلت في اقناع شعوبها حتى الآن بالاسباب الحقيقية التي كانت وراء حصار قطر. إذ اثبتت الشهور التي مضت ان اهل الخليج هم الضحية.. وهم الذين تلقوا الضربات الموجعة دون ذنب.. سواء اجتماعيا او اقتصاديا او اعلاميا.. حيث خسر الجميع في هذه الازمة.. وقد عبر سمو الشيخ " تميم بن حمد " عن هذه الكارثة قائلا: " الكل منا خاسر " من جراء افتعال هذه الأزمة. وفي نهاية المطاف فان أهل الخليج هم الذين تضرروا اولا واخيرا.. وما محاصرة العوائل والاسر القطرية والخليجية والتفريق بينها بجانب عرقلة امور أبناء قطر من طلبة الجامعات.. إلا حالة مزرية ستبقى عالقة كوصمة عار على جبين حكومات دول الحصار ومن قلوب أهل الفجار إلى الأبد. كلمة أخيرة نتمنى زوال الغمة التي طالت.. وألا تستمر الأزمة أكثر مما مضت.. فالوحدة الخليجية باتت ضرورية لكسر حصار قطر واغلاق ملف هذه الحادثة المفتعلة نهائيا.. حتى نعود إلى رشدنا ونجمع شعبنا الواحد والمتحد على كلمة سواء.. بعيدا عن الغوغائية.. وعن الغدر الذي تعرضت له قطر واهل الخليج في زمن ليس بالزمن الذي توقعنا ان نصل إليه اليوم ونحن في اسوأ حال على كافة الأصعدة.