12 سبتمبر 2025

تسجيل

رحلة إلى السجن!

28 ديسمبر 2015

* كان بيته يضج بالداخل والخارج، لا يكاد يخلو يوم من صحبة وساهرين، ولطالما انشغل أهل البيت يوميا بعمل اللازم لإكرام الضيوف، والعناية بالزائرين، فجأة انقطع عن الجميع، أغلق بابه، وانسحب من صحبته، ورويدا رويدا قلّ المترددون عليه حتى خلا المكان من الانس، والرفقة، وبات لا يُرى إلا وحيدا، ساكنا، ساهما، يجنح إلى الهدوء، محبا للعزلة! تساءل الرفاق ما به؟ ولم يجدوا جوابا، حاول البعض معرفة ما دهاه لكنهم كانوا يعودون كل مرة بخفي حنين، إذ الرجل ساكت لا يتكلم، ولا يرغب في الكلام! وتساءلوا هل يعاني من مرض؟ هل خانه أحد من صحبته الحميمة؟ هل فقد ثقته فيمن أحب؟ هل خذله حبيب؟ هل ضاعت ثروته؟ هل فقد عزيزا أوجعه؟ لا جواب، فقط صمت لا يجيب! حال هذا الرجل الذي يمكن أن يتكرر معنا جميعا أعادني إلى لقطة العزلة التي قال فيها (أنيس منصور) (من الخير أن نعيش الوحدة لكي نرى أوضح، ونسمع أصفى، ونفكر أعمق، وليس ذلك سجنا انفراديا ولكنها (العزلة المقدسة) عزلة الرهبان في الأديرة، والعلماء في المعامل، عزلة حيوان اللؤلؤ يفرز مادته الفضية وحده بعيدا عن الكائنات البحرية، وحدها دودة القز التي تفرز حريرها، وحده الجنين في بطن أمه، وحده يوسف في البئر، وحده يونس في بطن الحوت، وحده النبي في الغار، وحدهم علماء المراصد يعلقون أعينهم بين النجوم، وحدهم رواد الفضاء، وحده الفنان عندما يبدع) ورغم هذا الكلام البديع ما زلت أتساءل مالذي اصاب الرجل من سهام عالمنا العجيب فأسلمه للسكون والصيام حتى عن الكلام!!!.* كم مرة قرأت سورة (يوسف)؟ قد تكون قرأتها كثيرا، أو سمعتها كثيرا، لكن هل انتبهت أن هذه السورة تعدنا بكثير يسر الخواطر، ويمسح على الروح بالسلوى، هل انتبهت للفرج الواعد بأن المظلوم سينصف، وأن الغائب سيعود، وأن الجاني سيعترف، وأن مهيض الجناح سيمكن، وأن الكروب ستنتهي، وأن الحزين سيفرح، وأن مكر الله فوق مكر الماكرين؟ إلى كل من شغله هم، أو كدره حزن، أو كاد له مخلوق عد إلى سورة يوسف وتأمل ليهدأ صدرك، وتؤمن بعدل الخالق، وبأن من أعزه الله لا يذله مخلوق.* كتبوا أغاني للفراولة، والمانجا، والتفاح، والرمان، والعنب، والبلح، وكلها خطرت على بالي، والمعنيون يعقدون اجتماعاتهم لمناقشة حماية حقوق الملكية الفكرية، واسأل بعد عراك اثنين على ملكية كلمات أغنية هابطة هل سيدخل البطيخ، والبطاطا، في نقاشات الملكية الفكرية؟ أو هل سيدخل في حقوق الملكية الفكرية ما كتبه أحد الجهابذة لأحد أفلام السبكي يقول فيه: "بحبك يا ساره حب الاسمنت للشكاره، بحبك يا ساره حب الصياد للزفاره، بحبك يا ساره حب الجبنه للخياره" حد عنده تعليق على فن يفقع المرارة؟؟.* في بلاد العرب أوطاني لقطة متكررة من الماء إلى الماء تشي بعدالتنا المفرطة، اللقطة لقريب فلان، ونسيب فلتان، وابن بنت عمه سعيد أو عبدالله أو عثمان الذي يشق زحام الطوابير الواقفة واثق الخطوة يمشي ملكا، في جيبه (كارت واسطة) من (ترتان) أما تعيينه فكان قبل المقابلة بزمان الزمان!! عقبال الواقفين من قديم العصر والأوان، الحالمين بمكان، أي مكان!!.* طبقات فوق الهمس* قرأت في إحدى الصحف أن الصين اتخذت عدة قرارات مهمة لمقاومة الفساد، ودعت المسؤولين إلى الابتعاد عن الإسراف والبذخ في حياتهم الذي يستفز الغالبية الفقيرة، ومن أهم ما فعلته الصين تنبيه كبار المسؤولين الجدد ألا يقعوا في أخطاء الفساد، بل إنها تأخذ الوزراء إلى السجون ليروا بأنفسهم مصير آخرين كانوا في قمة السلطة ثم قادهم الفساد إلى زنازين الحبس!! هذا في الصين، لكن على الخريطة العربية عندنا الأمر مختلف، فخلف الزنازين فنادق خمس نجوم للنزلاء المحترمين، الفطار كرواسون، والغداء كباب، وحمام وبط لو عيزين، ملابس السجن ماركات، وفي المساء لمة الأصحاب، والكبراء، والواصلين، يعني رحلة المسؤولين إلى السجون للتخويف متنفعش عندنا يا صين، معلش آسفين، عندنا المسؤولين يأكلون مال النبي والصحابة، والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين غير آسفين، أما سارق الدجاجة فيحبسوه سنة ويمكن سنتين!!.* أمر على الشوادر المنصوبة بالشوارع فانتبه إلى أننا بمولد النبي، عرايس حلاوه، خيول يمتطيها فرسان، دوائر متراصة من السمسمية، والحمصية، والمشمشية، والنوجه، والملبن، أشكال وألوان من حلاوة المولد، وصغار يتحلقون حول المعروض ينتقون ما يريدون، وشغلتنا العروسة الحلاوة عن حلاوة النهج، والقيم، والخلق، ودستور معلم الأمة الذي قال: (تركت فيكم ما ان تمسكتم به فلن تضلوا ابدا كتاب الله وسنة رسوله) عليك الصلاة والسلام يا حبيبنا محمد عدد خلق الله، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته.* يا صديقتي البعيدة القريبة، رغم برد البعد ذكرك في خاطري لم يزل نديا معطرا بشذى الورد.* أحلى الكلام* لو كل ما يخطي رفيقك تجافيه... تقضي حياتك كلبوها وحيديمين دور اللي ما غلط ما يلاقيه... قطعة رفيقي مثل قطعة وريدي(المعوشرجي)