13 سبتمبر 2025
تسجيلمرحلة جديدة تستشرفها الأمة بعد لقاء المصالحة التاريخي بين مصر وقطر والذي سعى له خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لرأب الصدع وتنقية الأجواء العربية في هذه المرحلة التاريخية والحرجة التي جرت الأمة وشعوبها إلى مخاض صعب وتحولات سلبية أضرت بالجميع، فقد استلهم خادم الحرمين جوانب الحدث وخطورة الموقف وتصدى لكل الظروف بمقتضى الحكمة والمسؤولية التاريخية تجاه الأمة وشعوبها وأثمرت الجهود باللقاء القطري المصري الأسبوع الماضي الذي سعت له قيادة المملكة ليكون البوابة الأرحب والأرضية الصلبة نحو مستقبل عربي يستنهض قدرات الأمة لمواجهة التحديات الكبرى في عموم قضاياها ومصالح شعوبها وتحقيق التكامل التام بين العواصم الرئيسية لبناء الثقة نحو ذلك، ولم يكن خبر اللقاء المصري القطري مفاجأة للوسط المتابع لمسير الأحداث فقمة الرياض التشاورية وقمة الدوحة الاعتيادية لقادة دول مجلس التعاون الخليجي حفلتا بجملة من التحركات القيادية الجادة نحو هذا الاتجاه المهم ومهدت له بصيغ محكمة وفق ما أبده معالي رئيس الديوان الملكي السعودي الأستاذ خالد التويجري في تعليق معاليه على هذا الحدث الذي مثل خادم الحرمين فيه كمبعوث خاص مؤكداً معاليه أن معطيات اللقاء يمكن استنتاجها ومتابعتها قريباً في تضامن الأمة وتعزيز لحمتها وفق رؤية قادة الدول المعنية لإنجاح هذه المبادرة التي تتضمن جملة ملفات حيوية في العديد من المجالات التي تعزز علاقة البلدين وتعيدها إلى المسار الحيوي والمثمر للأمة ولشعبي البلدين وتجُب ما سبقها من خلافات وصلت بالعلاقات بين مصر وقطر إلى مرحلة خطرة من التأزم والتراشق اليومي حسب ما يرصد في وسائل الإعلام، وحقيقة تبرز في هذه المصالحة وما سبقها من لقاءات متانة وعمق الفكر القطري وجدارته في التفوق على كل الظروف تحقيقاً لمصالح الأمة، فجمهورية مصر العربية بحضورها التاريخي ومكانتها العالمية تمثل الثقل الاستراتيجي والمحوري المهم للأمة وقضاياها رغم ما مر بها من ظروف، أيضاً لم تكن دولة قطر بمكانتها العربية والعالمية الحالية تغرد خارج السرب فيما يخص العناية بقضايا الأمة وهمومها بل كان ذلك هو العامل المشترك في ملامح الخلاف وحتى في جوانب الاتفاق لذلك كانت النتائج مثمرة في توحيد الرؤى واستثمارها نحو هذا الصالح الحيوي، فما يجمع مصر وقطر أكبر من ملامح الخلاف وهناك جملة توافقات وتعاون مثمر بين البلدين مهد لهذا التلاقي الذي يجب أن يحترم ويتم التعاطي معه بروح المسؤولية من الجميع خاصة من وسائل الإعلام ورواد الفكر وقادته الذين خاطبهم خادم الحرمين في البيان الملكي الاستثنائي عقب قمة الرياض التشاورية، فمن ذلك البيان يستنبط حجم المسؤولية التاريخية التي يوليها الملك عبدالله لقضايا الأمة وضرورة استشعار الجميع لدورهم ومسؤولياتهم فيها تحقيقاً للصالح ونبذ المثبطات له، أعود لقطر ومصر فما بينهم هو مجرد حرفين يتمثلان في "لا" لما يعكر الصفو ويذهب بريح الأمة ونعم للود والتلاقي، فالثابت في العلاقات هو أكبر من مجرد سحابة عابرة أمطرت بما يُعلم الأمة عموماً بحقيقة وأهمية التعاون لمواجهة تحديات أكبر وأخطر.