14 سبتمبر 2025
تسجيلالوفاء صفة إنسانية رائعة. ما يربط الإنسان بأخيه الإنسان مجموعة من الوثائق غير المكتوبة. ولعل الوفاء أبرز هذه الصفات ولكن في الحياة. من الندرة أن نجد هذا إلاّ فيما ندر. نتذكر تلك القصة الرائعة ما حدث لكل من الأديبين عبدالحميد الكاتب وعبدالله بن المقفع. وكيف حاول كل منهما أن يفدي صاحبه. لكن لماذا اتذكر الآن هذه الصفة الرائعة. لأن الإنسان في رحلته يلتقي بنماذج، تساعدهم فيعضون الأيدي. اتذكر ونحن طلبة في قاهرة المعز.. كيف ارتبطنا بنماذج. كنا نعتقد بأنهم يشكلون جسراً للتواصل بين أبناء هذا الوطن الجميل بأهله وناسه. وتلك الزمالة. حاولنا أن نمدّ يد العون والمساعدة إليهم بكل الطرق والوسائل. وتكلل مسعانا بالخير لهم. وفجأة. بعد ما يقارب اربعة عقود. أن كل ما فعلناه ما كان سوى «قبض الريح».. واننا مجرد جسر حتى يصلوا الى غاياتهم أو كما قال ذلك الانسان. «هذه ديرة السذج !!» لا.. نحن لسنا سذجاً. هناك خير وهناك شر.. وهناك خيط رفيع بين ان امدّ يدي اليك وانتشلك. واعمل بأصلي.. وتعمل بأصلك !! نعم هناك اوفياء وهناك لؤماء. أنا حزين على ضياع سنوات من عمر الانسان في صحبة مثل هذه النماذج. ولكن هل يعني هذا أن يتوقف الانسان عن فعل الخير ؟ أم يعمل الخير ويرميه في البحر كما في الامثال ؟ انا في حيرة. هل النماذج التي مرت في حياة الفرد تخلق مثلاً اقول مثلاً دروساً وعبرا أم اننا كما قال ذلك سييء الخلق والاخلاق ان أهل قطر من السذاجة بمكان !! فبين الخير والشر خيط رفيع ارفع من الشعرة. قد يكونون هم من وجهة نظرهم يرون الواقع هكذا ولكن نحن سوف نستمر في العطاء.. فالحياة لا تستقر على نمط واحد. أو على شكل أحادي.. هناك نماذج من الاشقاء العرب عبر خريطة الوطن تربطنا بهم وشائج وما أكثرها. وهناك عدد محدود من النماذج لا يعني ان نتطلع الى الحياة بمنظار أسود. الاصيل سوف يبقى على اصله و»البيسري» سيظل هكذا. وقدر الانسان ان يعيش مع هذا وذاك. ولكن يحزّ في النفس أن تسهم في تكوين جاحد وأن ينكر كل ما قدمت له.. فهنا الطامة الكبرى. وكم كان صديقي الراحل وجدي الحكيم محقاً وهو يقول: اعتبرها شروة خاسرة.