13 سبتمبر 2025

تسجيل

مبادئ التربية الزراعية في ضوء القرآن الكريم

28 نوفمبر 2015

حث القرآن الكريم والسنة النبوية على الاهتمام بالزراعة، لأنها السبيل لإنتاج غذاء الإنسان ولباسه، وقد من الله تعالى على الإنسان بهذه النعمة: نعمة تسخير الأرض؛ والأرض جزء من الكون الكبير الذي يعيش فيه الإنسان والنظرة الإسلامية إلى الأرض تفيض بالدلالات التي ينبغي على المسلم أن يتدبرها ويقف على ما توحي به تلك النظرة من القيم والمعاني التربوية. فقد قال سبحانه وتعالى (ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى)، "الأحقاف: 3"، فالكون وما فيه من سماوات وأرض كله مخلوق لله، خلقه لهدف وغاية، وما كان اللعب والعبث باعثا على الخلق، وهذا نستمد منه ما يلي:أ – ارتباط المسلم بخالق الكون وبالهدف الأسمى من الحياة، الذي خلق من أجله وهو عبادة الله وحده.ب – تربية الإنسان على الجدية، فالكون كله أقيم على أساس الحق، ووجد لهدف معين وإلى أجل مسمى عند الله وليس العبث واللهو من شأنه تعالى.جـ - ونتعلم من هذه النظرة ضرورة أن تولي البرامج التربوية عناية كبرى للأهداف التي تسعى التربية إلى تحقيقها.د – كما نتعلم أن تلك الأهداف يجب أن تتسم بالوضوح والدقة والتنظيم.هـ - وأن تكون الأهداف التربوية واضحة للمتعلم المستهدف بها.أما من ناحية العطاء التربوي والقرآني في المجال الزراعي فيتلخص في ثلاث نقاط:1 – امتنان الله تعالى على الإنسان بالنبات الأخضر: باعتباره أساس نمو النبات وتحقيق النفع للإنسان، قال تعالى: "وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَٰلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ"، (الأنعام: 99).2 – بين الله قدرته في تنوع النباتات واختلافها في قوله تعالى: "وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون"، (الرعد: 4). ففي هذه الآية دليل على نعمة التنوع في التربية، مما ينتج تنوعا في أصناف النباتات مع وجودها إلى جنب بعضها وتسقى بالماء نفسه وتعطي ثمارا مختلف الطعوم.3 – استفاد الإنسان من الحيوان وذلك بالاهتمام بالحيوان والثروة الحيوانية، ويظهر هذا في قوله تعالى: "والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون* ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون* وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرؤوف رحيم* والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق مالا تعلمون" (النحل: 5-8).وبالله التوفيق.