29 أكتوبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يمكن القول إن بورصة قطر ليست هي ذات البورصة بعد الرابع والعشرين من شهر فبراير 2013، لسبب بسيط، ما قبل "مزود السيولة" وما بعد. ففي الرابع والعشرين من فبراير 2013 أدخلت بورصة قطر لأول مرة نشاط مزود السيولة أو بمعنى آخر "صانع السوق" الذي يستهدف بالدرجة الأولى تحفيز مقصورة التداولات من خلال تنشيطها لتعظيم حجم وقيمة الأسهم المتداولة، وبالتالي توفير مزايا عديدة للبورصة والمستثمرين على حد سواء. لذلك ومنذ إطلاق آلية العمل بمزود السيولة والتي وضعتها حيز التنفيذ وبذلت فيها جهدا كبيرا هيئة قطر للأسواق المالية بالتعاون مع إدارة البورصة ذاتها، تغير منحى بورصة قطر وتحسن كثيرا وأصبحنا نتكلم عن مستويات غير مسبوقة على الإطلاق في أداء مقصورة التداولات، إن كان من حيث مؤشر أسعار الأسهم أو أحجام التعاملات اليومية أو عدد الأسهم المتداولة، أو حتى من حيث معنويات ونفسيات المستثمرين والمتعاملين الذين وجد كثير منهم في تلك الآلية ضالتهم في منح أنفسهم مزيدا من الطمأنينة والاستقرار على تحقيق أفضل أداء وعائد على أسهمهم التي يستثمرون فيها. مزود السيولة أسهم في زيادة حجم تداولات الورقة المالية ورفع من نسبة سيولتها، كونه ملزم بتوفير عروض الطلب والشراء بشكل منظم ضمن نظام التداول، فضلا عن خفض نسبة التذبذب أو التفاوت الكبير في أسعار الأسهم لضامن أن تكون تلك الأسعار أكثر عدالة وواقعية، إضافة إلى زيادة ثقة المستثمرين وتشجيع عملية إدراج المزيد من الشركات، والمساعدة كذلك على ضمان وجود سوق مالي يتمتع بالنزاهة والشفافية، فبهذا المعنى يمكن القول إن زيادة السيولة في بورصة قطر تعتبر بمثابة عنصر رئيسي من عناصر إستراتيجية تطويرها. ولا يجب أن نغفل أن مزود السيولة يعتبر من الأدوات المهمة أيضا لصناديق المؤشرات المتداولة، كون أن مزود السيولة لا يقوم فقط بمجرد توفير السيولة وتحقيق الاستقرار في السوق من خلال السماح للمستثمرين بالشراء والبيع بأفضل الأسعار، لكنه يساعد في خلق واسترداد وحدات تلك الصناديق، ما يؤدي إلى نموها وتطورها المستمر. وبجدارتها وكفاءتها العالية وكأكبر شركة وساطة مالية، استطاعت المجموعة أن تجسد عملية تطبيق تلك الآلية على أحسن ما يرام، فكان أن حققت من خلالها أفضل النتائج والأهداف التي تطلعت إليها منذ البداية هيئة قطر للأسواق المالية وإدارة بورصة قطر عندما تم إطلاق آلية مزود السيولة، فكان لها دور كبير في المساهمة بتطوير أداء البورصة. وكون المجموعة تتولى تنفيذ الجانب الأكبر من مهام وأعمال شركات الوساطة المالية من خلال الاحترافية العالية والمهنية التي تتمتع بها نتيجة آليات العمل المتطورة لديها، فأعتقد أنها لن تبخل في مساعدة شركات الوساطة الأخرى الراغبة في الحصول على ترخيص لتزويد السيولة، ذلك لأن المجموعة ومن موقعها كشركة وطنية تحمل رسالة، فإنها تدرك أن الهدف الأساس والأسمى من هذه الآلية هو النهوض بأداء بورصة قطر، لجعلها في مقدمة بورصات وأسواق المال في المنطقة والعالم. كيف لا وزيادة السيولة في البورصة باتت اليوم تعد مكونا أساسيا ورئيسيا في تنشيط مقصورة تداولات الأسهم وتعميق السوق، لذلك فهي تهم الشركات المدرجة والمستثمرين، فقد أصبحت لدى العديد من أسواق المال في المنطقة والعالم واحدة من الآليات والأدوات الاستثمارية التي تعتمد عليها أطراف العلاقة الاستثمارية المعنية في البورصة والساعية إلى بذل جل اهتمامها لتطوير أسواقها المالية ووضعها في مصاف أسواق المال المتقدمة، فشركة مايكروسوفت مثلا لديها حوالي 13 مزود سيولة، فيما تطبق المجموعة في الوقت الراهن نظام تزويد السيولة على شركة المناعي، بينما سيتم قريبا تطبيقها على شركة كبرى مدرجة في البورصة هي شركة أوريدو. كل الشكر لهيئة قطر للأسواق المالية ولبورصة قطر والمجموعة للأوراق المالية ولكل من يؤدي رسالة ويسهم في رفع مستوى بورصة قطر التي ارتقت بفضل هذه الجهود خلال سنوات وجيزة سلم التقدم والتطور لتصبح اليوم ثاني أكبر وأهم بورصة عربية بعد أن كانت في بدايات متواضعة.