18 سبتمبر 2025

تسجيل

بلا إشارات

28 سبتمبر 2023

هل جاء على خاطر الجهات المختصة إنشاء مدينة أو منطقة بلا إشارات مرورية ضوئية؟ وهل فكرنا بهذه المبادرة يوماً من الأيام أن تكون لدينا مدينة بلا إشارات؟ وهل أتى على خاطر الجهة المختصة أن تكون مدينة لوسيل- مثلاً- أو منطقة اللؤلوة بدون إشارات ضوئية مرورية؟ ونحن الآن في القرن الواحد والعشرين وفي العقد الثاني منه ونتغنى وينادى بالذكاء الاصطناعي وغير ذلك من الإنجازات!. نقول هذا الأمر ليس صعباً وليس مستحيلاً، ولدينا رؤية 2030 بركائزها الأربعة، لقد شيدنا الجسور وأنشأنا قطار الدوحة (الريل)، وأقمنا الملاعب العالمية الرياضية، فهل نعجز عن إنشاء مدينة خالية من الإشارات المرورية الضوئية؟!. إنها ثقافة وتوعية وتدريب المجتمع على الالتزام بهذا المشروع إذا تم تنفيذه وصار واقعاً حياً. نعم سيسير أفراد المجتمع مع هذه الفكرة ويتعامل معها بشكل حضاري متميز. فلا نقلل ولا نحتقر أي مبادرة تقدم في مساحات الحياة مهما كانت، فكم من مبادرة تحتاج تشجيعا وتحفيزا؟ وكم من مبادرة تحتاج إلى دعم واحتضان؟ وكم من مبادرة تحتاج إلى بث وزرع التفاؤل الأمل؟ وفي المقابل كم من مبادرة دفنت؟ وكم من مبادرة طرحت وجاء من وضعها في الأدراج؟ وكم من مبادرة سرقت ونُسبت إلى غير أصحابها؟!. إن الأفكار والمبادرات والمشاريع تكتسب قيمتها من يوم أن تتحول وتصبح على أرض الواقع، ويعم نفعها على المجتمع وتصبح قيمة حضارية. فاستثمار أي مبادرة مهم وكسب للمجتمع ودعوة للجميع لطرح مبادراتهم ولا تكتموها، فإن الفرص في الحياة تأتي ثم تذهب وتغادر. وثقافة المبادرة في أي مجتمع تساعد على استنهاض الهمم وإحداث التغيير الإيجابي العملي، وتسهم كذلك في صُنع قيم مضافة في ككل مساحات الحياة. فهل ستأتي هذه الفكرة في قادم الأيام وتكون واقعاً يراها الجميع وقد تحققت. فهل نعي ونقدر صناعة المبادرات واستثمار الفرص في المجتمع؟ وصدق الشاعر: إِذا هَبَّت رِياحُكَ فَاِغتَنِمها فَعُقبى كُلُّ خافِقَةٍ سُكونُ وَلا تَغفَل عَنِ الإِحسانِ فيها فَما تَدري السُكونُ مَتى يَكونُ وَإِن دَرَّت نِياقُكَ فَاِحتَلِبها فَما تَدري الفَصيلُ لِمَن يَكونُ إِذا ظَفِرَت يَداكَ فَلا تَقصِّر فَإِنَّ الدَهرَ عادَتَهُ يَخونُ «ومضة» سنصبح ناجحين عندما نحوّل المبادرات والأفكار إلى واقع!.