15 سبتمبر 2025

تسجيل

وليِتَكَ تَسْلَم

28 سبتمبر 2020

في حياتنا مفارقات ومشاهد عجيبة، قد تكون في العمل، أو من ممارسة عمل تجاري، أو من خلال منصات التواصل الاجتماعي، أو في مساحات حركة الحياة المتعددة، وأسوأ ما يُبدد حركة الحياة ويشتت ويبعدك عن مسارها الصحيح حين تلتفت إلى كل ما يقال، ولن تصفو الحياة لأحد، فلا تحتفل بهؤلاء أو تُصغي لهم، أو تنشغل بكل ما يأتون، ونقول بعد ذلك.. وليِتَكَ تَسْلَم من ألسنتهم.. وليِتَكَ تَسْلَم من أقلامهم.. وليِتَكَ تَسْلَم من حقدهم.. وليِتَكَ تَسْلَم من حسدهم.. وليِتَكَ تَسْلَم من انتقادهم.. وليِتَكَ تَسْلَم من سوء ظنهم.. وليِتَكَ تَسْلَم من سفاهتهم.. وليِتَكَ تَسْلَم من تطاولهم.. وليِتَكَ تَسْلَم من جهالتهم.. وليِتَكَ تَسْلَم من سوء أدبهم.. يحاصرونك وليِتَكَ تَسْلَم من ذُبابهم.. يحاصرونك وليِتَكَ تَسْلَم من إعلامهم.. يحاصرونك وليِتَكَ تَسْلَم من سفائهم.. يحاصرونك وليِتَكَ تَسْلَم من أذاهم.. يحاصرونك وليِتَكَ تَسْلَم من كذبهم الواضح. وصدق الإمام الزمخشري رحمه الله: تَعَجَبَّتُ مِنْ هَذَا الزَّمَانِ وَأَهْلِهِ فَمَا أَحَدٌ مِنْ أَلْسُنِ النَّاسِ يَسْلَمُ. وليِتَكَ تَسْلَم.. فقد اختصرها الإمام العابد الزاهد حاتم الأصم رحمه الله في بضع كلمات، خرج الإمام أحمد بن حنبل إلى حاتم الأصم رحمهما الله، ورحب به، وقال له: كيف التخلص من الناس؟ قال "أن تعطيهم مالك، ولا تأخذ من مالهم، وتقضي حقوقهم، ولا تستقض أحداً حقك، وتحتمل مكروههم، ولا تكرههم على شيء، وليتك تسلم". فسوف يتكلم الناس عنك وعن غيرك، وإذا علم المرء أنه في هذه الحياة لن يسلم، فما الحل؟ الحل الأسلم والأنفع ألا يُلتفت إلى ألسنة الناس فيما يقولون ويتحدثون به، وأن تسير في هذه الحياة بما يرضي الله سبحانه، لا بما يرضي الناس، فرضا الناس غاية لا تدرك، ولله درُّ القائل، وأحسن حين لخص وليِتَكَ تَسْلَم، فقال: ضحِكْتُ فقالوا: ألا تحتَشِمْ بكـيـتُ فـقالـوا: ألا تبتسمْ بسمتُ فقالوا: يرائي بها عَبستُ فقالوا: بدا ما كَتَم صَمَتّ فقالوا: كليل اللسان نطقت فقالوا: كثير الكَلِمْ حَلُمت فقالوا: صنيع الجبان ولـو كـان مـقـتـدراً لانتَقَم بَسُلتُ فقالوا: لطيشٍ بهِ وما كان مُجْترِئاً لو حَكُمْ يقولون: شذّ؛ إذا قلتُ لا وإمّـعـة حـين وافـَقْتُهُـم فأيقنت أنّيَ مهما أُرِدْ رِضا الناس لابدّ مِنْ أنْ أذَمّ. "ومضة" نعم.. وليِتَكَ تَسْلَم!. [email protected]