الصالونات الأدبية (5)

هل فنوننا الإبداعية جزء من فنون العالم؟ سؤال مهم.. ذلك أن كل المجتمعات تتأثر بلا شك. والا ماذا نقول حول انتشار فن الصوت في زنجبار واندونيسيا وماليزيا وبعض مدن الساحل في بلاد فارس. إذا هذا الفن له دوره سواء وافق البعض على هذا الطرح أم لا.. هناك فرق تؤدي فن الصوت ويحافظون على إرث الأجداد. أليس انتشار هذا الفن دليلا علميا على تلاقح الحضارات! أما من يبرر أن الأغنية الواحدة سجلت بعدة أصوات فإن لكل صوت من اصوات المطربين القدامى له طعم ولون خاص! الفنان القديم غرف من معين لا ينضب وأعني الشعر من دواوين الشعر العربي.. لنأخذ مثلا أبو الطيب المتنبي واشعاره: • من الجأذري في زي الأعاريب حمر الحلى والمطايا والجلاليب • بأبي الشموس الجانحات غورابا اللابسات من الحرير جلاببا • حشاشة نفس ودعت يوم ودعوا فلم أدر أي الظاعنين أشيع • أرق على أرق ومثلي يأرق وجوى يزيد وعبرة تترقرق كان الفنان القديم عبر الآلة البسيطة قد خلق قاعدة إبداعية. وكان الفنان البسيط جزءا مكملا لثقافة المجتمع والمقارنة ظالمة بين مجتمع أم كلثوم وفيروز ومجتمع موزة سعيد وموزة خميس.. أو مقارنة عبد الوهاب ورعاية أحمد شوقي وعلي محمود طه ومحمود حسن إسماعيل وصباح فخري ووديع الصافي وإمكانيات حمدان الوطني وعلي هزيم وادريس خيري ولكن كل واحد قد أدى دوره عبر الإمكانيات والمتوفر والموجود. والجود من الموجود.. كان الفنان الخليجي يغرف اذا من دواوين الشعر وعبر كل العصور سواء في إطار الموال أو عبر الصوت أو حتى الختمة. يقول المتنبي: • ليالي بعد الظاعنين شكول طوال وليل العاشقين طويل • مالنا كلنا جوا يا رسول أنا أهوى وقلبك المبتول • نحن أدرى وقد مررنا بنجد أطويل طريقنا أم يطول كان الفنان يحفظ ويؤدي في إطار من البساطة اللا متناهية ولا يفرق بين اطروحات أبو نواس وأبو العتاهية وقد يكون هناك شعراء في تلك الفترة قد ساهموا في تغذية ذاكرة الجيل عبر ثقافتهم الموسوعية ولذا سمعنا مثلا: •دع عنك لومي فان اللوم اغراء وداوني بالتي كانت هي الداء • طال ليلي حين وافاني السهر فتفكرت واحسنت الفكر وهكذا نجد أن الفنان عبر عفويته قد ساهم في نشر الثقافة في مجتمعه. [email protected]