20 سبتمبر 2025
تسجيلكلمة "بوائقه" جامعة شاملة، فيها من المعاني والمفاهيم التدبرية تحتاج منا إلى وقفات وتأملات، وخاصة من قبل دول الحصار لعلها ترجع إن كان فيها قلب على بصيرة، وعقل يدرك ويعي ما أقدمت عليه من تطاول قولي وفعلي على هذا الجوار مع دولة قطر- حفظها الله-. فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: " والله لا يُؤمِن ، والله لا يُؤمِن ، والله لا يُؤمِن " قيل : مَنْ يا رسول الله ؟ قال: " الذي لا يَأمنُ جارُهُ بَوائـِقـَهُ " متفق عليه. وفي رواية لمسلم " لا يَدْخُلُ الجَنة مَنْ لا يَأمَنُ جارُهُ بَوائـِقـَهُ ". فـ "البوائق بمعنى: الغوائل والشرور، أي: أن جاره يتخوف أو يتوقع منه أن يوصل إليه شرًّا، فهو لا يأمن شره، ولا يأمن أن يخلفه في أهله أو في ماله، أو في ولده، أو نحو ذلك بسوء، يتوقع منه أن يكون سبباً لإيصال الأذى إليه، إما بنفسه ".. هذا كله في حق الجوار من خلال البيوت المتجاورة. فما بال دول مجاورة لدولة قطر –حفظها الله- تؤذي دولة قطر بإيذاء وافتعال أكاذيب لم يسبق له مثيل، ولم نسمع عنه. وقد ذكر أهل العلم رحمهم الله أن الجيران ثلاثة منها: جار قريب مسلم، فله حق الجوار، والقرابة، والإسلام. دولة قطر-حفظها الله- معهم-أي مع دول الحصار الثلاث- لها ثلاثة حقوق الأول: حق الجوار، والثاني حق القرابة، والثالث حق الإسلام. وكل هذه الحقوق تم التعدي والتطاول عليها وانتهكت بكل ما تحتويه هذه الكلمة من معان، فلم يرعوا حرمة شهر رمضان ولا حرمة الأشهر الحرم التي نحن نعيش أجواءها الإيمانية. هل ضاعت منكم الحكمة يا دول الحصار؟ فحصل منهم-أي من دول الحصار- بوائق أي شرور وكيد وإيذاء سياسي حيث تطاولوا على قيادة دولة قطر وعلى رمزها الأول حفظه الله ورعاه، في تصريحات مفبركة وأكاذيب، وإيذاء اقتصادي حيث أغلقوا الحدود وأوقفوا التبادل التجاري والاقتصادي، وإيذاء استثماري حيث ضاعت الكثير من استثمارات المواطنين من دولة قطر في دولهم-أي في دول الحصار-، وإيذاء عاطفي حيث أصدروا إجراءات تعسفية ضد كل من يتعاطف أو يبدي رأيه مع دولة قطر، وإيذاء إنساني حيث لا يستطيع أحد أن يزور أقرباءه في دولة قطر إلاّ في أضيق الحدود، وإيذاء إعلامي بمختلف وسائله من حكومية، وخاصة على منصات التواصل الاجتماعي، من مرتزقة الجيوب، ومن مستشارين لا يفقهون معنى الاستشارة إلاّ استشارة البوائق ونشر الإشاعات ضد دولة قطر، وتقطيع الجوار والرحم معها، وتدمير ما بناه الكبار من قادة الخليج. "ومضة" مستشارون وصبية ومرتزقة يقودون دول الحصار إلى البوائق والهاوية والإفلاس. فهل من رجل رشيد يتحرك ويستدرك ويوقف ما يفعله هؤلاء؟