12 سبتمبر 2025

تسجيل

الوجيه ناصر بن عبدالله بن عبدالله العطيّة في ذاكرة قطر

28 أغسطس 2016

عميد أسرة العطية الراحل.. في كل يوم تفقد البلاد أحد رجالاتها الأوفياء والمخلصين من أهل قطر الذين أعطوا الكثير لهذا الوطن، أبا عن جد، وتبقى سيرهم ومآثرهم في ذاكرة الأجيال، صفحات مضيئة تخلد ذكراها على مدى الأيام والأزمان، خاصة من كانت سيرته حافلة بالعطاء لهذه الارض، بل شاركت في الذود عن هذا الوطن وقت النوائب والشدائد وبخاصة في الذود عن تربة قطر ضد المعتدين والطامعين من الخارج، فأبلوا بلاء حسنا في ماضي الايام، ولا يمكن ان ننسى ما سجلوه من سيرة محمودة من أجل قطر الخير التي ستظل تفخر بأمثال هؤلاء. مازلت أؤمن بان توثيق تاريخ قطر الحديث وسير رجالها الذين أعطوا الكثير لهذه الارض لم يدون بعد، ولم يمنح حقه ونصيبه من الاهتمام والرعاية، ذلك ان هؤلاء اعطوا الكثير من أجل قطر، سواء كانوا من الاباء والاجداد، او من قبل ابنائهم واحفادهم الذين جاؤوا من بعدهم، وكان حقا على الجهات المسئولة في الدولة توثيق تاريخ هؤلاء الرجال الاوفياء نظير ما قدموه للوطن من اعمال جليلة تستحق الاشادة والتوثيق، ليطلع عليها اولادنا وبناتنا بكل فخر واعتزاز، وهم يرفعون رؤوسهم لأجل هذه النماذج من الشخصيات الوطنية. وعلى ارض قطر عاش الكثير ممن ما زالت بصماتهم شامخة حتى هذه الايام، وفي شتى المجالات، سواء كان ذلك على المستوى المجتمعي أو الحكومي أو الثقافي او السياسي أو التربوي.. وغير ذلك من المجالات الاخرى التي لا تخفى على جميع اهل قطر. وخلال الفترة القصيرة الماضية فقدنا من اسرة العطية الكرام بعض الشخصيات التي اعطت الكثير لهذا الوطن، منها الوجيه خالد بن عبدالله العطية الذي رحل بتاريخ 2 — 5 — 2014 م، وهو احد الوزراء السابقين في عهد حاكم قطر الأسبق الشيخ خليفة بن حمد ال ثاني (شفاه الله وعافاه)، ومن بعده فقدنا الوجيه الكريم علي بن حمد العطية الذي انتقل الى جوار ربه في العام الماضي 2015 م. كما لا يمكن لنا ان ننسى قبل ذلك رحيل قائد الجيش القطري الحديث بعد الاستقلال والذي اصبح قائدا عاما للشرطة في قطر، الزعيم محمد بن عبدالله بن عبدالله العطية، وهو من مواليد حوالي عام 1924 م، ووافته المنية سنة 1997م وقد صدر بتاريخ 9 — 9 — 2014 م قرار اميري قطري بإنشاء كلية الزعيم محمد بن عبدالله العطية الجوية، تقديرا لمجهوداته الوطنية والعسكرية. واذا أتينا على ذكر ابرز رجالات اسرة العطية في السابق فلا بد لنا من ذكر تاجر اللؤلؤ والوجيه ناصر بن عبدالله العطية الذي توفي في ستينيات القرن الماضي وتحديدا 1969 م، وكان من كبار الاعيان المعدودين في قطر في القرن الماضي واحد المقربين من حكام قطر بتلك الفترة، واشتهر بكرمه الحاتمي الذي تخطى حدود الوطن الى خارج قطر، حتى امتدحه العديد من الشعراء، منهم قول أحد شعراء النبط واصفا كرمه وقت العسر: يا هل العيرات مرّوا (بنْ عَطيّه) ابشروا بالبنّ والحيل السّماني وقول شاعر قطر الكبير محمد بن جاسم بن محمد بن عبدالوهاب الفيحاني (1907 — 1939) أكبر فحول الشعر النبطي في قطر والجزيرة العربية في قصيدة رائعة للغاية والتي يقول في مطلعها: (قصت حبالك من عقب وصلها مي / واستبعدت من عقب ما هي قريبة) حيث يقول من ضمنها: ولا هقيـت يعـود لــي ذلــك الـفـي هيهات مرجوع القمر عـن مغيبـه الا ان تعـود عصـور شــداد ولــوي والا الصبـا يرجـع لـعـودٍ وشيـبـه حامي التوالي حين ما يقبع العَي راعي الوفا الَلي ما يظّير طِنيبــه الطيّب الّلي ساد بالجود يا حـي مِنّهْ احجَاجٍ فيه جاهٍ وهيبــه ديم المحَلْ مرغي الفحَلْ كلّ ماهي راعي الرحَل نَسْل الفحول النجيبه (حاتِم) زمانه مثْل ما (حاتم الطَي) راعي العلوم المكلفات التعيبـه في كلّ يومٍ مظهرٍ للكــرم زَي حتّى قعَد حظّه وجَدّد نصيبــه تشبّ ناره للمطاليق في الحَـي عيد الركايب (بِنْ عَطيّه) دري به عِدٍّ يشرّع لي ورد عدّ وركَـي جزْل العطا الّلي ما يعدّ الوهيبـه الّلي صْحونه فوقها شمَّخ النَي كريم سبلى ما يونّي قصيبــه فرزٍ رقا كور العلا عاده اصْبَي جابِر كَسِر عانيه مردىٍ حَريبه وهناك عدة شخصيات اخرى اشتهرت بدورها ومكانتها الاجتماعية قي الاسرة الكريمة وقدمت الكثير لهذا الوطن نذكر منها على سبيل المثال: الشهيد عبدالله بن علي العطية، والشهيد حمد بن عبدالله العطية، وعلي بن عبدالله العطية، وخليفة بن عبدالله العطية، وسعادة حمد بن خليفة العطية المستشار الخاص لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد ال ثاني أمير دولة قطر، واحمد بن حمد العطية، وسعادة عبدالله بن خليفة العطية، وشعيل العطية، واحمد بن خليفة العطية، واحمد بن عبدالله العطية..وسعادة عبدالله بن حمد العطية وسعادة حمد بن علي بن حمد العطية وغيرهم كثير. ويوم الثلاثاء 23 اغسطس 2016 م انتقل الى رحمة الله الوجيه الكريم ناصر بن عبدالله بن عبدالله العطية (1936 — 2016) في احد مستشفيات الولايات المتحدة الامريكية، حيث دفن في مقبرة "الخريطيات" بمدينة الدوحة بعد الصلاة على جثمانه في مسجد الامام محمد بن عبدالوهاب بحضور المئات من المشيعين، وتوفى عن عمر ناهز الثمانين سنة تقريبا. والوجيه الراحل عميد أسرة العطية في قطر، وهو من الشخصيات المعروفة على مستوى العائلة الكريمة وعلى مستوى أهل قطر، ويعد من ابرز الاعيان في البلاد، وله مكانة بين افراد الاسرة الحاكمة وجميع اهل قطر الذين يقدرونه بما له من منزلة كبيرة بينهم حتى وفاته عليه رحمة الله. والفقيد الراحل من مواليد سنة 1936 م على وجه التقريب، ووالدته من (آل طوار) من (قبيلة آل بوكوارة)، وله عدد من الأبناء هم: عبدالله (توفي قبل سنوات) والدكتور محمد ومنصور وحمد وطارق. ووالده الشهيد عبدالله من اعيان اسرة العطية، أما جده فهو الشهيد (عبدالله العطية) الذي ضحى بعمره وروحه دفاعا عن قطر في احدى حروب قطر القديمة، ونحسبه مع الذين أنعم الله عليهم ليكون من الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. ** كلمة أخيرة: رحمك الله يا ابا عبدالله، إنا لله وإنا إليه راجعون، لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بحساب وأجل مسمى، أنتم السابقون ونحن اللاحقون.