14 سبتمبر 2025
تسجيلفي حقل الإعلام تختلف مستويات العاملين من حيث الخبرة والثقافة والحضور والتميز والإبداع فهناك من يطلق على نفسه لقب الإعلامي وهو بعيد كل البعد عن الإعلام ومسؤولية الإعلام ورسالة الإعلام وثقافته وصدقه واحترامه، سنوات الخبرة يا صديقي لا تعني بالضرورة أن تكون إعلاميا، ظهورك لفترة محدودة في مجال محدود لا يعني أنك أصبحت إعلاميا، كونك تجد في منبر الإعلام فرصة للتحدث والتواصل لا يعني أنك حر في تفريغ أحقادك وإساءاتك للآخرين وسخريتك ونقدك الهادم البعيد عند أبسط درجات الذوق والرقي ولا يعطيك ذلك الحق في تشويه صورة الآخرين والاستهزاء بهم وإنكار جهودهم وإخلاصهم في عملهم، متى سنعترف وندرك أن الإعلام ليس مجرد وظيفة إنما حضور وشخصية وبصمة تتركها لتبقى في الأذهان أما جميلة أو قبيحة، أن منحت ثقة الظهور في الإعلام فحافظ على صورتك لأنها هي التي ستبقى بعدك لا تجعل مشاعرك الداخلية السلبية تهز الصورة التي يقدمك بها الإعلام للجمهور ولا تكن ذلك الإعلامي الحرفي الذي يمارس العمل الإعلامي بأسلوب وظيفي روتيني دون رغبة أو قدرة على الإبداع والتميز ومواكبة العصر ولتعي أن للإعلام رسالة ولا تكن ذلك الإعلامي التبعي الذي يحاول تقليد غيره فتضيع ملامحه الحقيقة ويغيب صوته الحقيقي لدرجة أنه لن يعود بإمكانه أن يتعرف على نفسه لو نظر وتحدث إلى نفسه في المرآة. لو أردت أن تكون مستحقا لهذا اللقب فكن أنت بالصورة التي تناسب هذا اللقب كن ذلك الإعلامي المهني الذي يعي الرسالة الإعلامية ويفهمها لتكون صاحب رؤية واضحة وقدرة دائمة على تطوير إمكاناته اتخذ من الإبداع شعارا لك لا تحسد زملاءك الأفضل منك في نفس المجال بل اقترب منهم لتنال جزءا من ثقافتهم ولتتعرف على أسرار تقدمهم افتح قلبك لتصل إلى قلوب الناس بسرعة تمن الخير لهم لتصنع مجدك بالنوايا الطيبة وحب الخير، هي ليست إدارة أو مكتب تتركه ذات يوم ويأتي غيرك ليملأ مكانك، الإعلام ليس هكذا الإعلام حضور لا يتكرر ولا يشبهه حضور فاصنع لنفسك هذا الحضور.