18 سبتمبر 2025
تسجيلانتهجت قطر طريقاً واضحاً لتحقيق رؤية قطر (2030) بوضع استراتيجية للتدرج خطوة بعد خطوة، بحيث يمكن لهذه الاستراتيجية أن تحول كل هدف من أهداف الرؤية الوطنية لقطر (2030) إلى حقيقة وواقع، ولتحقيق رؤية قطر التي أطلقها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لرسم خريطة جديدة لدولة قطر ذات ملامح واضحة ومسار يكفل تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية، ومشدداً في مناسبات عدة على ضرورة تطبيقها بجميع أجهزة الدولة وجعلها الحد الفاصل بين التطوير والجمود، ومن أجل تحقيق الرؤية، فلا بد من وجود عمليات تحسين مستمرة ومعايير وجودة حيث تعد أحد أهم التحديات التي تواجهها جميع الدول، لذا كان من الضروري نشر ثقافة الجودة والعمل على تحسين عمليات التغيير والتطوير وتطبيق معايير الجودة والتميز في جميع القطاعات الانتاجية والخدمية الحكومية والخاصة، وتوظيف أفضل الممارسات لتحقيق الرؤية الوطنية بأن تكون دولة قطر بمنتجاتها وخدماتها الانتاجية والخدمية الحكومية والخاصة معياراً عالمياً للجودة والاتقان. إنني اتطلع الى أن أرى بعد اعتماد هيكلة كافة الوزارات والهيئات الخاصة بالدولة، برامج ورؤية طموحة لكل أجهزة الدولة على حدة، والسعي الى أن تكون قطر نموذجاً متفرداً لتطبيق الجودة ومعياراً عالمياً في تطبيق الجودة بحلول عام (2030). وهنا يطرق ببالي سؤال: هل نحن مستعدون ومؤهلون لهذه الريادة العربية والعالمية؟ أعتقد أننا مؤهلون فنحن ما زلنا ببداية المرحلة الأولى لتطبيق الاستراتيجية الوطنية، ولكن هناك الكثير من المؤشرات والتي من الممكن أن تساعد في التأهيل، كما توجد بعض العقبات والتي لو تم التعامل معها بشكل منهجي وصحيح لكانت مساعداً وبشدة على تحقيق هذه الرؤية الطموحة لقائد وشعب يستحق هذه الريادة. أولاً: مؤشرات النجاح للرؤية القطرية في تطبيق الجودة معيار عالمي قطري 1. تحتاج الجودة لنجاحها في التطبيق التزاماً عالياً من الجميع. 2. تحتاج الجودة الى الدعم المادي والمالي وقد رصدت دولة قطر في موازنتها وخططها المستقبلية المبالغ الكافية لتنفيذ هذه الرؤية. 3. تحتاج الجودة إلى كفاءات وجدارات بشرية مدربة وعلى درجة عالية من الكفاءة العلمية وهي متوافرة إلى حد كبير في الشباب والأكاديميين القطريين كما أن قطر تستعين بالكفاءات والخبرات المتميزة سواءً كانت عربية أو عالمية. 4. تحتاج الجودة إلى وقت لنشر ثقافتها وغرس تطبيقاتها وجعلها منهاجاً عملياً وقد حددت الرؤية القطرية فترة زمنية تبدو كافية، كما قامت دولة قطر بإعادة هياكلها التنظيمية بجميع قطاعات الدولة واستحداث إدارة للتخطيط والجودة في جميع قطاعاتها. 5. تحتاج الجودة إلى دعم ومشاركة من الأفراد وقد بدأ يظهر ذلك داخل المجتمع القطري الباحث عن الجودة وعلومها وتطبيقاتها وثقافتها والمتوجه إلى الجامعات والأكاديميات وبيوت الخبرة والمراكز الاستشارية والتدريبية المحلية منها والعربية والعالمية. كل هذه المؤشرات وغيرها الكثير من العوامل الداعمة والمبشرة بنجاح رؤية قطر لتصبح فعلياً معياراً عالمياً لتطبيق الجودة. ولكن وكما نعلم فإن لكل خطة ورؤية عقبات قد تعوق نجاحها وتحقيق أهدافها فما هي هذه العقبات المتوقعة.