10 سبتمبر 2025
تسجيلالحروف تتكون منها الكلمات، فكوِّن منها الكلمات الطيبة التي تجمع ولا تفرق، وتُفرح ولا تُحزن، وتداوي ولا تجرح، تبني ولا تهدم، فجمال اللقاء والحديث بكلمة طيبة. فواشوقاه للكلمة الطيبة في زمن كثُرت فيه الكلمات الجارحة!. فالكلمة الطيبة كنبتة طيبة أينما تغرسها، تُنبت لك ولغيرك زرعاً طيباً، والعكس كذلك صحيح. فابتعد عنها وأرح نفسك وغيرك تسلم!. فكلمة طيبة من نفس متفائلة تبعث في النفس أشواقاً من الراحة والسرور ((وَهُدُوا إلى الطَّيِبِ مَنَ القولِ)). وكلمة طيبة فيها من لحظات الجمال والتأثير تسري في حركة الحياة. فلنحتفي ولنعتني بالكلمة الطيبة فهي صمام أمان في حركة تعاملاتنا، وكلما أعطيتها وعظّمتها في مساحات حياتك عادت عليك وعلى غيرك بالأرباح. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الكلمة الطيبة صدقة". فكم من كلمة طيبة أراحت قلباً وصفت نفساً!. وكم من كلمة طيبة أزاحت هماً ونفّست كرباً!. وكم من كلمة طيبة رسمت تفاؤلاً وأحيت أملاً!. وكم من كلمة طيبة خففت ألماً وأزالت عسراً!. وكم من كلمة طيبة غيّرت مجرى حياة من حولك!. وكم من كلمة طيبة واست مصاباً وأسعدت ذا همّ!. وكم من كلمة طيبة أصلحت وأغلقت أبواب الشقاق والخصام!. كل هذا وغيره يدلك على ما للكلمة الطيبة من تأثير وتغيير وراحة بال في واقع الناس إذا هم صاحبوها. فهل نُدرك معاني وقيم وجماليات الكلمة الطيبة في حركة حياتنا ونأتي عليها في واقعنا!. أما الفوضى في الكلمات من سب وشتم واستهزاء، وغيبة ونميمة، وتطاول ونقدٍ وتفوهٍ بكلمات جارحة في المجالس وفي منصات التواصل الاجتماعي وغير ذلك من الأماكن، فهذه بضاعة الحمقى المفلسين، سواء كانوا رجالاً أو نساءً. فكم من كلمة سيئة أتت على صاحبها بالضياع وعلى من حوله!. وكم من كلمة سيئة أوغرت صدراً وأحدثت شرخاً؟! فلنتوقف عن الكلمات المؤذية فلا خير فيها!. "ومضة" قال رجل لسلمان الفارسي رضي الله عنه: أوصني، قال: لا تتكلم! قال: ما يستطيع من عاش في الناس أن لا يتكلم، قال: فإن تكلمت فتكلم بحق أو اسكت". إبراهيم عبدالرزاق آل إبراهيم