13 أكتوبر 2025

تسجيل

السبب الحقيقي وراء انسحابات الإمارات

28 يوليو 2019

من الواضح أن الإمارات وصلت إلى قناعة بعد إسقاط الطائرة بدون طيار من قِبل إيران ، وعدم الرد من أمريكا بأن الولايات المتحدة غير مستعدة للدخول في حرب مدمرة مع إيران ، لا تملك أن تنهيها ، وتداعيات ذلك على الاقتصاد العالمي وتعطل إمدادات الطاقة ، وأثره على الاقتصاد الأمريكي بتحمله تكلفة حرب ستدخله ركودا اقتصاديا يخسر ترمب من ورائه فرصة ولاية ثانية.  تمنّع الولايات المتحدة الأمريكية من الرد بأي شكل من الأشكال إما لعدم القدرة أو لمخاوف أو كون السيد ترامب غير مستعد للدخول في حرب جديدة ، نقض أسس استراتيجية النظام الإماراتي وهو قدرة الولايات المتحدة وقدرة نظام الإمارات بالتعاون مع النظام السعودي ، وبالتعاون مع كوشنر ، وبالتعاون مع نيتنياهو والسيسي إلى دفع رئيس الولايات المتحدة في الدخول في حرب مع إيران ، وهذا كان سيرفع من المخاطر في منطقة الخليج ويرفع من أسعار الطاقة ، ويزيد من تكلفة التأمين في المنطقة ، وينفر المستثمرين ويفقد المنطقة واقتصاد المنطقة القدرة على النمو. حادث الطائرة وضح بشكل لا لبس فيه أن رئيس الولايات المتحدة ترامب غير معني بالدخول في حرب مع إيران ، ليس الرئيس الأمريكي وحده بل المؤسسات الأمريكية في حد ذاتها لأن النصح الذي وصل لمسامع ترامب جاء من البنتاجون ، والبنتاجون من وزارة الدفاع ، وإذا كانت وزارة الدفاع غير مستعدة وغير راغبة في الدخول في حرب مع إيران ، فإن هذا واضح أن المؤسسات الأمريكية أيضًا ليست على استعداد في خوض حرب في المنطقة ، هذا مطمئن للمستثمر وصناع القرار لأنه يسمح بالاستمرار في تحفيز الاقتصادات الخليجية ، ويعطي الأمل في الشروع في الاستثمار في المنطقة مع الحذر الشديد ولكن على الأقل تراجعت احتمالات الحرب ، وهذا سيدعم اقتصادات الخليج ويسمح بتدفق الاستثمارات للمنطقة.  بالنظر لدوافع السيد ترمب ووفائه بوعوده بالنسبة للناخبين خاصة وعوده بسحب القوات الأمريكية من مختلف مناطق العالم ، لعدم استعداد الولايات المتحدة الأمريكية لعب دور الشرطي للنظام العالمي ، وعليه خفض تكلفة الجانب العسكري في الميزانية الأمريكية  ، وخفض عجز الميزانية الفيدرالية وهو ما يعود بالنفع على الاقتصاد الأمريكي ويسمح باستمرار النمو ، ويدعم الدولار. إذًا الانسحاب إما لقناعة من قِبل السيد ترامب أو كوعود للانتخابات خاصة الإعداد للولاية الثانية بالنسبة للرئاسة ، كل هذا يدفع في عدم التورط في حرب قد تدفع إلى ضخ الكثير من الأموال ، والكثير من الأفراد والأسلحة في المنطقة ، إذًا اتضح للنظام الإماراتي أن كل ما يتم من خلال عمله لمحاولة اقناع وجلب للولايات المتحدة للمنطقة وإدخالها في حرب مع إيران غير وارد ، ولذلك رأينا بشكل مفاجئ تغير صيغة أحاديث المسئولين من قِبل الإمارات خاصة في موضوع تفجير شاحنات النفط في المنطقة ، والحديث بشكل مغاير تمامًا لما كان الحديث عليه لما قبل ضرب الطائرة ، وهو أن أصبحت الإمارات تنفي تورط إيران في ضرب الشاحنات بالإضافة إلى الانسحاب من اليمن ، والانسحاب من السودان ، والانسحاب من ليبيا والجزائر ، إذًا القناعات التي يحملها النظام الإماراتي أصبحت من وجهة نظر نظام الإمارات غير مجدية ومكلفة وتعد خسارة على مستوى النفقات ، وعلى مستوى حقوق الإنسان ، بالإضافة إلى الملاحقات القانونية من خلال رفع قضايا ، وأيضًا رأوا أن الكونجرس وكثير من الدول الأوروبية بدأت تتخذ إجراءات لمنع بيع الأسلحة للإمارات والسعودية لأسباب كثيرة منها حقوق الإنسان ، ومنها الحرب في اليمن ، ومنها استغلال الأسلحة في حروب وفي التدخلات في دول أخرى ، وأيضًا وصول هذه الأسلحة لأيدي متطرفين للنظم الشرعية كما رأينا في ليبيا ، فحكومة الوفاق هي حكومة المتفق عليها والمعترف بها دوليًا ، ولكن الإمارات كانت تدعم حفتر ، بدءًا من مصر ، وسلمت أسلحة للميليشيات إما في اليمن أو أيضًا في ليبيا ، بشكل سوف يورط الإمارات أيضًا في كثير من المشاكل ، إذًا من أجل التخفيف من أعباء الإستراتيجية التي كانت تعتمد عليها الولايات المتحدة باعتبارها الأساس في دخول حرب مع إيران قد انتفى السبب الأصلي لمثل هذه الاستراتيجية فانتفت الاستراتيجية ، ولذلك هذا هو السبب الحقيقي في انسحاب الإمارات من مختلف الأحداث ومن مختلف المناطق الحارة ، وتراجع عن تصعيد الأحداث في ليبيا وفي الصومال وفي الجزائر وفي السودان ، ولذلك نتوقع أن تقوم الإمارات بإعادة صياغة استراتيجيتها ، وطبعًا الانسحاب الأخير من اليمن كان واضحا كل الوضوح بأنه لم يعد نظام الإمارات يؤمن باستراتيجية ما سبق وبسبب كل هذه الأحداث أصبحت الإمارات تبحث عن رؤية جديدة وعن استراتيجية جديدة قد تضعها في مواجهة مع النظام السعودي.