07 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الجدلية التي تثار بين فترة وأخرى هي حول الإستراتيجية الأمريكية تجاه الشعب الفلسطيني ومقتضيات تحرره من الاحتلال، أعتب على أولئك الذين يلومون الإدارة الأمريكية لمسلكها السياسي المنحاز بالكامل "كرها وطوعا" إلى جانب الإسرائيليين ضد الشعب الفلسطيني، واستمرار العدوان على مدار عقود طويلة. منذ سبعينيات القرن المنصرم عندما سلّم الرئيس المصري حينذاك أنور السادات ملف قضية الشرق الأوسط بكل تشابكاته للإدارة الأمريكية، قال إن أوراق اللعبة كلّها بيد أمريكا، التي نجحت لاحقا باختطاف الملف الفلسطيني بالكامل والانفراد به، وبالتالي أخرجت الأمم المتحدة ودولها، وبخاصة الاتحاد السوفيتي "سابقا" من الملف الذي استأثرت به لنفسها، تتلاعب به وفق إملاءات اللوبي الصهيوني المتمترس في منظومة القرار الأمريكي، وحوّلت لاحقا الرباعية الدولية وغيرها من اللجان الدولية إلى شاهد زور، وفي أحسن الحالات إلى " شاهد ما شافش حاجة "، بل إلى عاجز لا يقوى على فعل شيء.ليس غريبا -ولكنه استفزازي- هذا الموقف الأمريكي الذي يحمل على السلطة الفلسطينية لمجرد ممارسة الحق باللجوء إلى العدالة الدولية، وليس غريبا هذا التحالف الأعمى بين واشنطن وتل أبيب الذي لم يعد مقنعًا لأحد على الإطلاق، فلا الدولة العظمى قادرة أو راغبة بنصرة الحق الفلسطيني، وتنتقد الفلسطينيين لطرقهم أبواب منظومة المجتمع الدولي بشرعيته وعدالته وقوانينه لإنصافهم، ولا تدعهم يسعون إلى العدالة والإنصاف من غيرهم.كنا نعتقد مع وعود باراك أوباما عند دخوله إلى البيت الأبيض، وأثر خطابه الشهير في جامعة القاهرة، أن الولايات المتحدة ستعيد حساباتها وفق مصالحها في الإقليم، أو على الأقل تتبع موقفا متوازنا في الصراع بين العرب وإسرائيل.وفي الواقع، لم يتجرأ أوباما على اتخاذ موقف واحد لمعاقبة إسرائيل على أفعالها الخارجة عن القانون الدولي، مقارنة برؤساء أمريكا السابقين (لا مجال لاستعراض ما فعله مثلا الرؤساء أيزنهاور ونيكسون وفورد وريجان وبوش الأب)، رغم قوة نفوذ اللوبي اليهودي الصهيوني في واشنطن، بل أكثر من ذلك فقد تعرّض أوباما لإهانات عديدة خلال مشواره الرئاسي.ما الذي نستفيده من كشف حساب باراك حسين أوباما خلال سنواته السابقة؟ الإجابة واضحة وهي عدم الاتكاء على توقعات شبيه أخرى خلال الأشهر القليلة المقبلة في عهد أوباما، والأنكى من ذلك كله، عدم إجراء حسابات خاطئة أخرى تجاه هوية واهتمامات المرشح الفائز بالانتخابات الرئاسية المقبلة، فجميعهم بلا استثناء سيعملون أكثر من أوباما صاحب دعوة وشعار التغيير والأمل، وفي نهاية المطاف، الحل لن يشرق من واشنطن بل من أصحاب القضية أنفسهم. هذه إذن واشنطن بدفاعها الأعمى عن جرائم إسرائيل، ومحاولاتها منع الفلسطينيين من اللجوء إلى ملاذ الشرعية والعدالة الدوليتين. وهذه مواقفها من قضايا العرب ومنها قضية فلسطين.. تطابق كامل مع أيديولوجيا الاحتلال وقواعده الفكرية العنصرية، وما مفاهيم حقوق الإنسان وتقرير المصير سوى تغطية على وجه أمريكا القبيح، فأمريكا هي إسرائيل وليس العكس. أما الآن وفي ظل تزايد الوعي المنتشر في أوروبا بأبعاد ما يجري في أرض فلسطين، الذي يتجلى من خلال عدة مؤشرات على انقلاب الموازين في الرأي العام العالمي - منها على سبيل المثال تصويت البرلمان الأوروبي لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وبرلمانات العديد من حكومات الدول الأوروبية وآخرها إيطاليا- والأمر الثاني يتمثل في قرار محكمة العدل الأوروبية، الذي أعاد مراجعة قراره السابق باعتبار حماس حركة إرهابية، الأمر الذي فقد التماهي بين الرؤية الأمريكية وتلك الأوروبية.. وإلى الخميس المقبل.