18 سبتمبر 2025

تسجيل

قيمة الأفكار

28 يوليو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تعد الفكرة ذات أهمية بمكان لكل مبدع، ينتج إبداعاً، مهما تنوع هذا الإبداع، سواء كان عملاً أدبياً، أو صاحب عمل أكاديمي، غير أن كثيرين من المبدعين يشتكون من نضوب أفكارهم الإبداعية، ما يجعلهم في مأزق يبحثون خلاله عن الفكرة فلا يجدونها، فيحاولون عصف أذهانهم، فلا تنتج إلا إبداعاً مشوهاً، لا يليق بمنتج يقدم إلى متلقيه، محتوياً على وجبات معلوماتية تنير له طريقه، وتحترم خلاله عقله. وتتعاظم خطورة الأزمة بأن العصف الذهني قد لا ينتج إبداعاً يليق بمستوى المتلقي. والأخطر أن يعتقد المبدع أن المتلقي ذات قيمة سطحية، فيضخ له إبداعاً لا يحقق الأهداف المشار إليها في تنمية العقل، وإنارة السبيل، إذ إنه في ظل متغيرات العصر الراهن، فإن المنافسة أصبحت حامية الوطيس بين المبدعين، في ظل تعدد وتنوع المعرفة، وأن المتلقي يمكن له أن تلقاها من مصادر مختلفة، خلاف تلك التي كانت في السابق. لذلك، فلا يجب على المبدع النظر إلى المتلقي على أنه يتسم بالسطحية، فالمتلقي يتمتع بفراسة وبديهة، تختلف عن حالة المتلقي التي كانت في السابق، والتي كانت تجعله فريسةً لأنماط إبداعية بعينها. أما اليوم، فقد أصبح أمام المتلقي طيف إبداعي واسع، ينهل منه كيفما يشاء، وبالتالي فإنه سوف يحسن الاختيار، بتجنب الطالح، واختيار الجيد، وانتقاء الصالح وترك الرديء. هذا كله يجعل المبدع أمام تحدٍ كبير في تقديم فكرة ناضجة إلى المتلقي، ما يتطلب منه ضخ أفكار تواكب هذا النضج الإبداعي لدى المتلقي، والخطورة أن يشكو المبدع من نضوب أفكاره، فينتج إبداعاً مشوهاً، لا يتناسب وتحديات الواقع من ناحية، ولا يلبي طموح المتلقي من ناحية أخرى. وربما هذا يدفع المبدع إلى ضرورة النظر عند أي مرحلة يقف، أو إلى أي مسار ينبغي التحرك في إطاره، غير أن الخطورة أن يصبح من مشتكي ندرة الأفكار، أو بالأحرى نضوبها، ما يجعله أمام تحديين، الأول أن يوفر لذاته الأفكار، والآخر أن يترجمها في صورة منتج إبداعي يليق بالمتلقي، ويلبي لديه غريزة الإشباع المعرفي. والمؤكد أن هذا يدفعنا إلى أهمية إدراك القيمة التي ينبغي أن تكون عليها الفكرة في حد ذاتها، والدور الذي ينبغي أن يقوم به المبدع في احتضانها ورعايتها، بل وتجديدها دوماً، بدلاً من أن يظل يعاني من نضوبها، فمن المهم أن تظل أفكار المبدعين متجددة دائماً، ساعين إلى تنشطيها، وعليهم الحذر من الوقوع في شرك نضوبها، وإلا أصبح إبداعهم مشوهاً لا يرقى إلى المنافسة في إبداعات اليوم.