15 سبتمبر 2025

تسجيل

معركة عين جالوت (مرآة الماضي للحاضر)

28 يوليو 2013

الحياة الإنسانية صراع بين الخير والشر، والتاريخ سجل حافل بأحداث هذا الصراع يبحث أسبابه ونتائجه والأمة في هذا الصراع الأبدي تتعلم لتضع العزة والكرامة، ولتنجب رجالاً يحملون مسؤولياتها بقوة وثبات. وإذا خيم الظلام يوماً وظن اعداء الأمة أنها أشرفت على الزوال فالتاريخ يشهد بأنها أعظم من اعدائها وابقى وقدرتها على صنع المجد والعزة والكرامة أكبر بكثير من عوامل الضعف والفرقة والخوف. فها هي ذي الهجمة الصليبية الغربية.. وها هي ذي الهجمة التترية الشرسة، فيولد من بلاد خوارزم فتى شب على المحنة ويكبر في الاسر والعبودية، وينمو الايمان في قلبه ويعظم الاسلام في وجدانه فينذر نفسه فداء لأمته ليوحد شعبها ويصنع قوتها ويحرر أرضها. وبقيادة هذا البطل المظفر تحطمت اسطورة الجيش الذي لا يقهر في عين جالوت. والأمة الآن تتطلع إلى عين جالوت جديدة وإلى رجال أمثال قطز، ومثلما كان النصر آنذاك فالنصر قادم ان شاء الله. زمن المعركة: الجمعة 25 رمضان 658هـ /3 أيلول 1260م قائد المعركة: قطز بن عبدالله المعزي، كان مملوكاً لأيبك، وترقى في دولة ابنه المنصور ليصبح اتابك العسكر، ثم خلع المنصور لظروف الحرب وتسلطن مكانه عام 657هـ، واستمر ملكه أقل من سنة 658هـ، نسب قطز: ينتسب لأسرة عريقة، فوالده كان ابن عمه السلطان خوارزم شاه، والدته اخته، وسماه والده محمود ثم اشتهر بقطز. نشأته: نشأ نشأة فروسية في بيت خاله ثم وقع في الأسر ومعه (جهاد) بنت خاله بيد اعداء خاله من الاكراد، وبيع في حلب لتاجر دمشقي وسمى نفسه قطز، تتلمذ على يد العز بن عبد السلام الذي آمنه على اسراره وعرفه بعلماء الشام وتعرف على احول الوطن العربي والاسلامي، خاصة الشام ومصر وما كانت تعانيه من بلاء الصليبيين. صعود نجمه حربياً وسياساً: — انضم الى جيش دمشق، وسلطانها آنذاك (الملك الصالح اسماعيل)، الذي هادن الصليبيين واستعان بهم في حروبه ضد الملك الصالح أيوب (مصر) وفي المعركة التي وقعت بين الملكين لعب قطز دوراً عظيماً غير موازين المعركة لملك مصر. على اية حال وصل إلى مكانة مرموقة بعد النصر واصبح قائد فرقة من جيش عز الدين أيبك ثم نائباً وعوناً من أقرب أعوانه.