06 أكتوبر 2025

تسجيل

مع اﻷسف

28 يوليو 2013

 وما صدمني ليس وصول إعجاب أبنائنا بهم إلى درجة أنهم يختارون أكياسا تحمل صورهم ليحتفلوا بمناسبة تراثية لا علاقة لأصحاب الصور بها ولا وصول شهرتهم إلى هذه الدرجة حيث أقحموهم حتى في أدق تفاصيل أبنائنا بعد أن صارت تحمل صورهم الشنط والدفاتر وعلب الألوان إنما صدمني صاحب هذه الفكرة أيا كان لماذا لم يتوقف للحظة يفكر بأن هؤلاء القادمين من كوكب آخر لا علاقة لهم أبداً بعاداتنا وتقاليدنا وفوق ذلك فهم لا يمثلون أي شيء يخص هذه المناسبة فما الذي جاء بهم إلى أكياس القرنقعوة؟ ولم يتباهى أطفالنا بصورهم في عمق احتفالهم وإحيائهم لمناسبة تعتبر من أجمل العادات في موروثنا الشعبي لما تم ربطهم بالمناسبة ودمجهم هكذا في منظر لا يقبله العقل ولا يستوعبه أحد. نحن عندما نحتفل بعاداتنا ونحييها إنما نحتفل بأصالتنا وهويتنا وموروثنا الشعبي الجميل بهدف تعزيزها وترسيخها في أذهان أبناءنا وربطهم بماضيهم الرائع كشكل من أشكال تثقيفهم وتعليمهم ثقافتهم الشعبية خاصة هذه المناسبة التي تحمل في مضمونها معاني كثيرة ورسائل هذه المناسبة الغنية بدلالاتها الاجتماعية والوطنية المميزة والتي تدل على تمسكنا بماضينا وارتباطنا بمعانيه ومحاولتنا لاسترجاع زمن جميل مضى بلحظاته وشخوصه وذكرياته لذلك فمن الأولى أن يتوقف كثيرا صاحب تلك الفكرة الدخيلة ليفكر في أبعاد هذه المناسبة فيختار من الصور ما يناسبها ويشرحها كاستخدام صور تمثل التراث والثقافة الشعبية وما أكثرها كالمرش والمدخن والمراكب والألعاب الشعبية والأدوات القديمة التي كانت تستخدم بكثرة لأنها بالإضافة إلى استخدامها في تزيين الأكياس فهي فرصة كي نشرح لأطفالنا الصور ونعرفهم عليها ولكن للأسف ربما كان صانع هذه الأكياس أجنبيا لا يعرف ذلك ولا أضع اللوم كله عليه إنما يجب أن تكون هناك رقابة تخص هذه المناسبات والفعاليات التراثية لكي تكون تراثية بحتة لا تخالطها أشياء وأفكار دخيلة على مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا فتفقدنا الهدف الأساس من إقامتها وإحيائها وهو ترسيخها في أذهان أطفالنا وتعريفهم بكل ما يمثل ثقافتنا الشعبية الجميلة فإقامة هذه الفعاليات هي بمثابة مدرسة يتعلم فيها جيل كامل فأين الرقابة ومن المسؤول؟