18 سبتمبر 2025
تسجيللم يعد الشعب المصري يستقبل زواره بتلك الابتسامة العفوية المقرونة بالنكات الجديدة التي تصطنعها خيالاتهم المنهكة دائماً بهم العيش وتدبير الرزق اليومي فالسعادة تلازمهم أبداً في كل الظروف ؛ لولا تلك الأزمة التي أراد بها العسكر أهون الضررين فغدت باباً واسعاً للخلاف والنزاع مع طرف يتشبث بالسلطة التي طالما حلم بها منظروه طويلاً ورسموا لأجلها الخطط وأبرموا لذلك التحالفات ونشر الأفكار والأعوان في كل مكان أملاً في ذلك اليوم الموعود الذي كان حلماً تاريخياً يغلف السياسة بالدين ويتعاطى مع الظروف المحيطة بأجندات تتجاوز محاذير العلاقات المعهودة بين الدول وتنظيمات العمل الحزبي في حزب يرفع مشروع الخلافة ويعمم نفوذه على الأمة وفق رؤية لا تتوافق مع موروث الأمة ومشروعها. عموماً مشروع التظاهرات المليونية غدا هو المشهد العام في أرض الكنانة وتضاربت الآراء والأقوال حول من يملك زمام المبادرة للخلاص من أزمة المشهد هناك. سوى أن بعض المحللين يأخذ بوجهة النظر الأميركية لفهم مجريات المشهد والأحداث فما تريده الإدارة الأميركية هو ما يتناقض مع المصلحة العامة محلياً وإقليمياً ؛ لذلك ظلت وجهة النظر الأميركية متأرجحة وغير واضحة حيال الحالة المصرية كعادتها في كل المواقف والأزمات مما يعطي حالة من الفهم بات يجيدها العرب جيدا. ففي البداية فهم العسكر أن المزاج الأميركي يتوافق مع توجهاتهم فوظفوا ذلك في مهلة الثماني وأربعين ساعة بعد حشود الـ 30 من يوليو وما أعقبها من عزل الرئيس مرسي وتنصيب الحكومة المؤقتة مدركين حتمية التحول في ذلك ثم المزاج الذي أنقلب على العسكر بتهديد وقف المساعدات والميول نحو عودة مرسي وهو ما يفهم ضمناً بجر البلاد إلى مسرح الفوضى والتناحر الطويل على السلطة بين التيارات المتنازعة هناك ربما لتحقيق فكرة الفوضى الخلاقة ومشروعها بكل حيثياته وهي ما لا يتوافق مع مبادئ الشعوب هنا ومصلحتها في بناء قيادات تنهض بالدور المحلي والإقليمي. فالأزمة إذاً هي أزمة فهم لمعطيات المرحلة وما تفضي إليه وفقاً لقراءة المشهد العام في المنطقة المدعوم بأهداف أميركية تفترض التحول وزعزعة المنطقة لصالح أهداف ربما لا تتفق مع المرحلة عموماً ولكن هي نزعة فرض السيادة والانتقام تبعاً لما بعد 11 سبتمبر. أيضاً يذهب البعض إلى أن من يجاري المخطط الأميركي فهو شريك في ذلك المخطط النتن الذي يجافي أهداف السواد الأعظم من شعوب المنطقة لذلك يصرف ذلك البعض النظر إلى مجرد التعاطف مع الإخوان في مليونياتهم وتظاهراتهم التي استمدت القوة صراحة من المشروع الأميركي. فكيف بحزب يعتمر عمامة الدين يوظف مهماته ضمن ذلك المخطط ويعتمد على شريك يكثف العداء للأمة حسب مفهوم الحزب وإعلاناته. مرة أخرى فليثق الإخوان في صناديق الانتخابات التي أوصلتهم لكرسي الرئاسة في المرحلة الأولى وليستندوا إلى شعبيتهم في الشارع لضمان المرحلة القادمة والكف عن التحشيد وجر البلاد إلى هاوية الفوضى وقتال الشوارع كما أن المرحلة تتطلب المزيد من الشفافية منهم لكشف أهدافهم وبرامجهم بعيداً عن التلون بالدين وفرض الوصاية على الشعب العريض بميوله ومختلف فئاته والإصرار على أن الحكم ومؤسساته لهم فقط بينما هو متاح للجميع.