16 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في رمضان وفي يوم جمعة، وهم ساجدون استشهد 27 إنسانا في الكويت بسبب تنظيم متطرف تحول إلى دولة فعلية لا أقول في غفلة من الزمن بل بترتيب مشبوه لا نعرف تفاصيله لكننا نشعر أنه أمر شبيه باتفاقية سايكس بيكو التي دمرت الوطن العربي مطلع القرن العشرين. حين ظهر تنظيم داعش انشغل الجميع تقريبا في الحديث عن جهاد النكاح وأسواق بيع السبايا وهي أمور لم تثبت وتركوا الأهم وهو كيف تحول هذا التنظيم إلى دولة تدير المدن وحقول النفط وتتمكن من بيع شحنات من النفط في الأسواق السوداء.هناك لغز كبير جدا بدأ حين سيطر التنظيم على مدينة الرقة من دون أن يواجه من قبل النظام السوري، واستمر اللغز حين سلم ثلاث قادة من الجيش العراقي مدينة الموصل لمئات من أفراد التنظيم، ويا للمصادفة هؤلاء الضباط هم أنفسهم الذين سلموا بغداد للقوات العراقية العام 2003. وفجأة وكأن وجود داعش باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام أصبحت مبررا لكل عمليات القتل والتهجير التي تمارس ضد السنة في العراق وسورية إلى درجة أن الوجود العسكري الإيراني في العراق أصبح علنيا بصورة استفزت حكومة حيدر العبادي نفسه. أين الولايات المتحدة من كل ذلك؟ هنا اللغز الأكبر فكيف يمكن تحول تنظيم كانت مهمته محاربة الطاغية بشار الأسد إلى دولة فعلية وفي ظل وجود عسكري أمريكي يراقب حركة النملة في كل بقاع الوطن العربي.نعود للكويت فهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض الكويت للإرهاب فسبق في الثمانينيات من القرن الماضي أن تم تفجير المقاهي الشعبية والسفارات الأجنبية ومصافئ النفط وسقط أبرياء مدنيون على يد منظمات إرهابية تدور في الفلك الإيراني كما تعرض أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد - رحمه الله - لمحاولة اغتيال غادرة على يد عناصر تابعة لحزب الدعوة العراقي.الكويت حالة خاصة ونسيجها الداخلي يصبح أقوى خلال الكوارث والأزمات والانتماء للوطن أكبر بكثير من الانتماء للمذهب أو الطائفة أو القبيلة رغم أن تجار السياسة والدين يستغلون تلك الانتماءات الصغرى لتحقيق المكاسب.المواطن الكويتي البسيط الذي لا يظهر في وسائل الإعلام هو من يهزم الإرهاب بعشقه لوطنه ولأبناء وطنه لهذا الكويت وهي تواجه كارثة قتل 27 مواطنا وإصابة المئات تقدم للعالم بأسره دروسا في الوطنية والتوحد.ولكم كان كبيرا أمير الكويت وقائدها حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد وهو يسارع بالحضور لموقع التفجير رغم كل المخاطر ويرفض تحذيرات رجال الأمن ويقول وهو يذرف الدمع "هذولا عيالي".مثل هذا البلد بمثل هذا الشعب وبمثل هذا القائد لا خوف عليه مطلقا.