12 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); احتفظت الذاكرة الإسلامية بالعديد من النماذج التي اشتهرت بفعل الخير من الصحابة الكرام الذين جادوا بالغالي والنفيس لخدمة دينهم فحقت لهم السيادة والريادة، ومن هؤلاء سيدنا طلحة بن عبيد الله، أحد السابقين الأولين في الإسلام، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى.وكان طلحة يلقَّب بالفيَّاض، لكثرة سخائه، فقد روى أحمد في الزهد من طريق عوف، عن الحسن قال: باع طلحة أرضا له بسبعمائة ألف، فبات ذلك المال عنده ليلة، فبات أَرِقا من مخافة ذلك المال، حتى أصبح ففرَّقه.وروى أبو نُعيم في الحلية، عن طلحة بن يحيى بن طلحة قال: حدَّثتني جدتي سُعدى بنت عوف المرية وكانت محلَّ إزار طلحة - يعني زوجته - قالت: دخل طلحة عليَّ ذات يوم، وهو خائر النفس، فقلتُ: ما لي أراك كالح الوجه؟ وقلتُ: ما شأنك، أرابك مني شيء فأعتبك (أي أسترضيك)؟ قال: لا. ولنعم حليلة المسلم أنت، قلتُ: فما شأنك؟ قال: المال الذي عندي قد كثر وكَرَبَني قلتُ: وما عليك، اقسمه. قالت: فقسمه حتى ما بقي منه درهم. قال يحيى بن طلحة: فسألتُ خازن طلحة: كم المال؟ قال: أربعمائة ألف.وقال أبو نُعيم أيضا: عن طلحة بن يحيى، عن سُعدى بنت عوف قالت: كانت غلَّة طلحة كل يوم ألفا وافيا، وكان يسمى طلحة الفيَّاض.ومن طريق الأصمعي بسنده، عن سُعدى بنت عوف: لقد تصدَّق طلحة يوما بمائة ألف، ثم حبسه عن المسجد أن جمعتُ له بين طرفي ثوبه، تعني: لم يستطع الذهاب إلى المسجد حتى رقع ثوبه!!ويروى أنه كان لعثمان بن عفان على طلحة بن عبيد الله رضي الله عنهما خمسون ألف درهم دَينا، فخرج عثمان يوما إلى المسجد، فقال له طلحة: قد تهيَّأ مالك فاقبضه. فقال: هو لك يا أبا محمد معونة لك على مروءتك.