02 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تحدّثنا عن الفترات الزمنية التي ضاعت فيها القدس وفلسطين من أيدي المؤمنين وأسباب ذلك، واستعرضنا باختصار حال المؤمنين ممن اتبعوا نبي الله موسى،وكذلك حال اتباع نبي الله عيسى عليهما السلام في تلك الفترات . ومن الملاحظ لكل الباحثين في التاريخ ،أن هناك أكثر من موضوع أشير فيه إلى الأرض المباركة في خلال فترة قصيرة جداً من تاريخ فلسطين ما بين خروج قوم موسى من مصر إلى دخولهم الأرض المقدّسة ، وحتى زوال ملكهم بعد تخريب ملك بابل بختنصر لبيت المقدس ، والسبب في تركيز القرآن على هذه الفترة بالذات هو كثرة الأنبياء والرسل الذين بعثوا خلالها ،فأراد الله عز وجل أن يقصّ على رسوله الكريم سير هؤلاء الأنبياء، وكذلك ليضرب الله للرسول صلى الله عليه وسلم وللمسلمين المثال لما كان يقوم به قوم موسى ومنهم بنو إسرائيل من تكذيب لرسلهم وقتلهم إياهم حتى يصبر الرسول على إيذاء الكفار، فتاريخيا خرجت فلسطين من حكم المؤمنين في أربع مراحل تاريخية كبرى . المرحلة الأولى، عندما أقام أتباع موسى من اليهود مملكتهم على أرض فلسطين ،ثم اندثرت بفعل الاقتتال الداخلي بين اليهود أنفسهم ،والحروب والغزوات الخارجية ، أما المرحلة الثانية ،فكانت في عهد نبي الله عيسى بن مريم ،وهي فترة قصيرة بحساب الزمن ،ثم المرحلتين الثالثة والرابعة في عهد الدولة العربية الإسلامية ،وفي كل هذه المراحل كان العامل المشترك في ضياعها من أهلها ،الفرقة والفساد والإفساد وانشغال الناس بالدنيا على حساب الدين ...الخ .أما إذا استعرضنا أحوال فلسطين في عهد أتباع المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام ،فقد انتزعت من بين أيديهم في أربع مناسبات رئيسيّة : ** الأولى في القـرن الحـادي عشـر الميلادي، وبالتحديد في عام 1097ميلادي، على يد الغزاة الصليبيين ،وكان حال المسلمين في كل أقطارهم يتميز بالفرقة والخلافات والانقسامات والاستقواء بالأجنبي ،فلم يحرّك الخليفة العباسي في بغداد المستظهر بالله الذي كان لا يهتم الاّ بهواياته ونزواته ومتعه ساكنا حيال الهجمة الصليبية طيلة إثني عشر عاما(حتى عام1111م) . كما لم تتحرك القاهرة عاصمة الفاطميين وخليفتها الآمر بأحكام الله (1096-1130م) الذي كان يبلغ من العمر 6سنوات ، عندما بدأت الحملة الصليبية الأولى عام 1097م ،وتقول الموسوعة البريطانية عن الحملات الصليبية,وحال المسلمين حينها ":ولكن بالرغم من أن قادة الحملة الصليبية الأولى لم يتمكّنوا من استغلال خلافات المحمّديين استغلالا كاملا كما كانوا يريدون, فالحقيقة هي أن هذه الخلافات سبب نجاح الصليبيين, إلى حد كبير جدا. إن انقسام أمراء سورية والخلاف بين العبّاسيين والفاطميين, هما اللذان مكّنا للصليبيين غزوَ المدينة المقدّسة وتأسيس مملكة القدس .".**الثانية، كانت في عام 1229م عقب الحملة الصليبية السادسة، حيث نشب صراع مرير بين أبناء الملك العادل الأيوبي(1199-1218م) شقيق الناصر صلاح الدين،فاستنجد الكامل محمد والي مصر بفريدريك الثاني ملك صقلية وإمبراطور روما ، ووعده بأن يعطيه القدس إن عاونه على أخيه ،وعقد معه ما يعرف ب"صلح يافا"الذي بموجبه تنازل عن القدس وبيت لحم والناصرة وتبنين وهونين وصيدا للصليبيين لمدة عشر سنين ،وعلى ذلك دخل الغزاة الصليبيون مدينة القدس في فبراير من عام 1229م من دون قتال. ولم تعد هذه الأراضي إلى حكم المسلمين إلا في عام1244م. . **الثالثة، كانت في عام 1917م عندما دخل القائد البريطاني اللورد اللنبي القدس وقال فيها مقولته الشهيرة:"اليوم انتهت الحروب الصليبية". **الرابعة، كانت عندما سلّمت بريطانيا أرض الأنبياء والصالحين لقتلة الأنبياء والصالحين ، فضاعت فلسطين للمرة الرابعة بقدسها وساحلها وداخلها وصحرائها بين عامي1948م و1967م ، لتبقى بعيدة عن منال أتباع الدين الحق إلى يومنا هذا . وفي انتظار العودة المرجوة للوحدة والدين, ستبقى الأرض المقدّسة أسيرة بيد الصهاينة، لا يستنشق هواءها النقي، وينعم ببركاتها ومسجدها الشريف سوى فئة من المؤمنين المرابطين, الذين صدق فيهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف :" لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين, لعدوِّهم قاهرين, لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيَهم أمر الله. وهم كذلك. قالوا : يا رسول الله أين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس". ..والى يوم غد بمشيئة الله.