11 سبتمبر 2025
تسجيلكنا قد بدأنا في المقال السابق الحديث عن شيوخي الذين أخذت عنهم وتتلمذت عليهم، وهو ما سأستكمله معكم في هذا المقال بالحديث عن شيخي الثاني الذي تتلمذت عليه في فنون عديدة وعلوم مختلفة من عقيدة وتاريخ وأنساب وفلك وهو العالم الموسوعي الشيخ عبدالعزيز بن صالح بن إبراهيم الطويان من العقيلات من فخذ الجبور من قبيلة بني خالد العربية.ولد شيخنا في مدينة بريدة بالقصيم بالمملكة العربية السعودية عام ١٣٨٠وتتلمذ على كبار علماء القصيم كالعلامة الشيخ محمد بن عثيمين والشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي وغيرهم.وفي التعليم الأكاديمي تخرج من كلية الشريعة بالقصيم وعين معيدا في كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية التي حصل منها على إجازتي الماجستير والدكتوراه و ترقى في السلم الأكاديمي حتى وصل إلى درجة أستاذ مشارك وعين عميدا للمكتبات وبعدها عميدا لأصول الدين.وقد قرأنا عليه في بيته بالفيصلية وبمزرعته على حدود الحرم في طريق القصيم الأصول الثلاثة وكتاب التوحيد للإمام محمد بن عبدالوهاب وكتاب الإيمان والرسالة التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.كما أخذنا عنه بعض علوم الفلك والتاريخ فكان إذا جن الليل و نحن في "البر" يحدثنا عن النجوم والكواكب بمعلومات وفوائد تظن أن الشيخ لا يحسن سواها فإذا وضع العشاء وبدأ الشيخ يتحدث في التاريخ أبهرك من كثرة محفوظاته وسعة اطلاعه وقد أخذ الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل ثاني عنه علم الفلك وأخذت أنا عنه علم التاريخ.وجمعنا مع الشيخ عدة رحلات كانت أولاها إلى بريدة كنت قد دونت هذه الرحلة ونشرتها ضمن سلسلة مقالاتي السابقة منذ سنوات في نفس الجريدة بعنوان أيام في بريدة .وقد حظينا بالسفر مع فضيلته أيضا إلى العمرة وكان في الطريق يقف بنا عند معالم الهجرة والسيرة النبوية وكذلك ذهبنا معه إلى الربذة صحبة الدكتور أبودجانة وهي رحلات مليئة بالفوائد لعل الله ييسر تدوينها في المقالات اللاحقة.وكما أن الشيخ لا يمل حديث مجلسه فكذلك لا يمل هو إكرام زائره ، فقد كنا نزوره في بيته وأحيانا نطيل الجلوس عنده من العصر إلى ما بعد العشاء بسبب ما نجده من الفوائد العلمية ولا نشعر بالملل والتعب لأن الشيخ بين الحينة الأخرى إما يحضر القهوة مع التمر السكري الذي يشتهر عند أهل القصيم أو الشاي الأخضر وبعده يأتي بمنتوجات مزرعته كما يتحدث عن بعض ما يطرأ في الساحة كنوع من التنشيط والترويح عن الذهن.وكان كثيرا ما يشجعني على تأليف كتاب عن تراجم علماء قطر ويسألني عن مقابلاتي مع الناس وجمعي للموضوع وقد جمعت بفضل الله مادة علمية تصلح للنشر وإن كانت لاتزال في مرحلة التحقيق والتدقيق ـ نسأل الله التوفيق والإعانة حتى يخرج هذا الكتاب للنور قريباـ.وللشيخ شرح على الرسالة التدمرية يمتاز بسلاسة وسهولة عباراته، شرح فيه عبارات الشيخ بطريقة قل أن تجدها عند غيره، وقد نفعنا هذا الشرح أثناء دراستنا لمرحلة الماجستير عند القرويين حيث إن مقررات العقيدة عندهم هي العقيدة الأشعرية فكنت أستحضر أجوبة شيخنا في كتابه وأدعو الله سبحانه له حيث لولا ما قرأنا من تفنيد شبيهاتهم عليه لضعنا ولزللنا كما زل غيرنا ـ نسأل الله الثبات حتى الممات ـ وعندما زارتنا والدتي في المدينة مع جدتي أخذتهم لزيارة زوجة الشيخ الوالدة أم إبراهيم فنشأت بذلك علاقة طيبة زارتنا أم إبراهيم بعدها مع ابنها إبراهيم ابن الشيخ الطويان في بيتنا بمنطقة إزغوى في قطر كما زارنا الشيخ في بيتنا بتطوان بالمغرب منذ أشهر.وعندي من الشيخ إجازة كتبها قبل مغادرتنا المدينة فرضي الله عنه وجزاه خيرا.