31 أكتوبر 2025
تسجيلالمختار بن عبيد الله الثقفي هو كذاب اليوم، دافعه للكذب حب المال والسلطة، وهذا جعله يدعي النبوة، وكانت مفاوضاته على المال والسلطة، فإذا توفرا فليست للنبوة أهمية بعد ذلك، لأنها لا تعدو أن تكون وسيلة لأغراضه ومطية لأهدافه، وهذا الدافع من السهولة بمكان أن نجد له أدلة تواترت الروايات على صحتها، جاء في الكامل في التاريخ: "إن المختار كتب إلى ابن الزبير: إني اتخذت الكوفة داراً، فإن سوغتني ذلك وأمرت لي بألف ألف درهم سرت إلى الشام فكفيتك ابن مروان. فقال ابن الزبير: إلى متى أماكر كذاب ثقيف ويماكرني؟ ثم تمثل، شعر:عاري الجواعر من ثمود أصله... عبدٌ ويزعم أنه من يقدموكتب إليه: والله ولا درهم:ولا أمتري عبد الهوان ببدرتي... وإني لآتي الحتف ما دمت أسمعإذا فهذا الكذاب في البداية يبحث عن مال وسلطة، وعندما تمكن في العراق بعث إلى ابن الزبير يساومه في أمر ما استولى عليه ويطلب منه ألف ألف دينار.إن قصة هذا الكذاب وصعوده بكذبه يمكن أن تلخص في أنه من ثقيف، وأظهر التشيع أيام معاوية فنفي إلى الطائف، فلما قام عبدالله بن الزبير وفد إليه فأرسله إلى العراق، وهناك اتصل بالشيعة وزين لهم أمر إمامة محمد بن الحنفية من دون أمره، وأظهر المخاريق وزعم أن جبريل يأتيه بالوحي، وتتبع قتلة الحسين ثم قامت الحرب بينه وبين مصعب بن الزبير أمير العراق من قبل أخيه عبدالله وبعد جولات هزمه مصعب وقتله وقتل جمعاً من أصحابه، وفيه تقول أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها للحجاج: سمعت رسول الله يقول: (إن في ثقيف كذاباً ومبيراً) أما الكذاب فرأيناه - تعني المختار - وأما المبير فما أخالك إلا إياه) رواه مسلم.وجعله ابن تيمية أول الكذابين الذين يتوهمون أشياء يلقيها الشيطان في نفوسهم، وهم المعنيون بقوله تعالى: (وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم) قال ابن تيمية: "وهؤلاء تأتيهم أرواح تخاطبهم وتتمثل لهم وهي جن وشياطين فيظنونها ملائكة كالأرواح التي تخاطب من يعبد الكواكب والأصنام.وكان من أول ما ظهر من هؤلاء في الإسلام: المختار بن أبي عبيدالذي أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [سيكون في ثقيف كذاب ومبير ] وكان الكذاب المختار بن أبي عبيد والمبير: الحجاج بن يوسف فقيل لابن عمر وابن عباس: إن المختار يزعم أنه ينزل إليه فقالا: صدق قال تعالى: {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين * تنزل على كل أفاك أثيم} وقال الآخر: وقيل له: إن المختار يزعم أنه يوحى إليه فقال: قال الله تعالى: {وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم}وفيه يقول سراقة البارقي:كفرت بوحيكم وجعلت نذراًعليَّ جهادكم حتى المماتأُرِي عينيَّ ما لم تَرَياهكلانا عالم بالترهاتوينبغي أن نشير هنا إلى أن المختار والده صحابي جليل له آثار حميدة، وفي ذلك ينبه صاحب زهر الآداب فيقول: "وكانت لأبيه في الإسلام آَثارٌ جميلة، وأختُ المختار صفية بنت أبي عبيد زوجُ ابن عمر". ولكن المختار ضل واشتهر ضلاله، أما أبوه وأخته فكانا من الصالحين.ولكن بقي المختار بكذبه وأتباعه يضلون الناس، ومنهم الشيعة الذين يحترفون الكذب ولا يتورعون في الدماء والأموال والأعراض، وتتبع كذبهم في ذلك لا يتسع له المقام، ولعلنا نخصص لهم حديثا مستقلا إن شاء الله.