01 نوفمبر 2025
تسجيلعندما فاز المنتخب الجزائري على نظيره الكوري الجنوبي 4/2، عنونت مقالي بكلمة واحدة فقط هى "شرفتونا" .. ولكن بعد تعادل الخضر مع منتخب روسيا العنيد والخطير وتأهله التاريخي للدور ثمن النهائي قررت زيادة كلمة" فرحتونا" .. لأن الفوز على كوريا الجنوبية كان متوقعا وأحيا فرصة المنافسة على انتزاع بطاقة التأهل، بعد خسارة عجيبة وغريبة أمام بلجيكا بسبب خطة دفاعية بحتة، لم يكن لها مبرر..لكن التعادل مع الدب الروسي كان له طعم خاص ..طعم إنجاز تاريخي لم يحققه الخضر الأبطال منذ تأهلهم لأول مرة للمونديال الإسباني عام 1982 واستحق فرحة عارمة في الجزائر الشقيق وكل الدول العربية، كما أن هذا التأهل حفظ كثيرا من سمعة الكرة الإفريقية بعد خروج ثلاثة منتخبات كبيرة وعريقة هي الكاميرون وساحل العاج وغانا.لقد تعامل ثعالب الصحراء بقيادة الثعلب الكبير المدرب البوسني وحيد خليلو دزيتش مع الدب الروسي بذكاء وحكمة واستطاعوا ترويضه بعد هجمته الشرسة في بداية المباراة، والتي أسفرت عن هدف مبكر لكوكورين الذي لم يتأثر به ثعالب الجزائر، فقد احتفظوا بهدوئهم وتركيزهم وصبروا واقتصدوا مجهودهم في الشوط الأول الذي أنهوه بأقل خسارة ممكنة.وفي الشوط الثاني ظل الجزائريون الأبطال على صبرهم وتوازنهم وروحهم العالية وإصرارهم الكبير، حافظوا على شباكهم، وفي الوقت نفسه شنوا هجمات مؤثرة من أجل تحقيق التعادل الذي أدركوه عن جدارة واستحقاق برأس الخطير المكير إسلام سليماني، بعد أن خارت قوى الدب الروسي الذي حاول أن يفعل المستحيل لتسجيل هدف الفوز، لكنه فشل بفضل بسالة خط الدفاع بقيادة بلكلام الذي تفوق على نفسه وأسكت هو والحارس الأمين امبولحي الهجوم الروسي عن الكلام حتى نهاية المباراة.تحية للخضر وتحية لكل من ساهم في هذا الإنجاز التاريخي، وتحية خاصة لرئيس اتحاد الكرة محمد راوراوة الذي أعتبره مفجر الثورة الحقيقية في المنتخب الجزائري ووضعه بين أكبر المنتخبات في المونديال، فهو الذي أصر على المدرب البوسني وحيد خليلودزيتش وراهن عليه، برغم الهجوم الشديد الذي تعرض له من بعض كبار نجوم الكرة الجزائرية السابقين والإعلام الجزائري الذين كانوا يرفضون هذا المدرب ويرفضون اختياراته للاعبين، وكسب الرهان؛ لأن هذا المدرب القدير تحدى الجميع وراهن على مجموعة من الأبطال، قال البعض عنهم إنهم لايتحدثون العربية ولم تطأ أقدامهم الجزائر، لكننا شاهدناهم أكثر حماسة وأشد غيرة على ألوان العلم الجزائرى، ولن أنسى روح وإصرار وتضحية سفيان فيجولي الذي كان نجما فوق العادة، وهو يصر على اللعب برغم الدماء التي كانت تسيل من رأسه. لقد أحسنتم أيها الخضر وبارك الله فيكم، وإن شاء الله سيكون التوفيق حليفكم في المواجهة الثأرية مع ألمانيا لكتابة تاريخ جديد لم يكتبه منتخب عربي من قبل.