13 سبتمبر 2025

تسجيل

سمات حضارتنا الخاتمة

28 يونيو 2014

يمكن القول إن حضارة الإسلام وفلسفته، أو قيم الإسلام في الكتاب والسنة: - تهدف إلى إلحاق الرحمة بالعالمين، قال تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، الأنبياء: 7.- تمثل المشترك الإنساني لعطاء النبوة المديد، قال عز وجل: "شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين.."، الشورى: 13.وقال تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم"، المائدة: 3.- تؤمن بالتنوع البشري كحقيقة بشرية كونية، كما تؤمن بالاختلاف، قال تعالى: "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين* إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم"، هود: 117-118.- تؤمن بالتعايش والتعاون والتكامل بين الحضارات والثقافات، قال تعالى: "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا"، الحجرات: 13.- تعترف بـ"الآخر" وتعتبره مواطنا في مجتمعها ومحل الحوار والمناقشة والمثاقفة والدعوة، وتدعوه بالحكمة والموعظة الحسنة، وتجادله بالتي هي أحسن، وتحترم مواطنته، قال صلى الله عليه وسلم: "ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة" أخرجه أبو داوود، كتاب الخراج والإمارة والفئ.ولا أدل على ذلك من أن الكثير من الفلاسفة والمفكرين في حضارة الغرب اليوم، من الداعين إلى الحوار بين الحضارات، يحاولون استلهام روح جامعة قرطبة الأندلسية التسامحية عندما كان الحكم الإسلامي في إسبانيا (في القارة الأوروبية) كأنموذج للتعايش، بينما أقامت قيادة ما يسمى بحروب الاسترداد، التي أعقبت الحكم الإسلامي، المحارق ومحاكم التفتيش، ومارست التعذيب والحرق والتهجير لكل مغاير في الدين والمذهب.- تقدم الأمن والحماية والبر والعدل للآخرين، الذين لم يتعرضوا للمسلمين بالأذى والاعتداء قال تعالى: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"، الممتحنة:8.- تقدم الحماية والأمن للمستجير واللاجئ المحتمي بالمسلمين وتضمن له الوصول إلى مأمنه، قال تعالى: "وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه"، التوبة: 6.- تؤمن بحرية الاختيار وكرامة الإنسان واحترام إرادته، قال تعالى: "لا إكراه في الدين"، البقرة: 256.- تؤمن بالأخوة الإنسانية، قال تعالى: "يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى"، الحجرات: 13.- تؤمن أن الإنسانية منحدرة من أصل واحد، قال تعالى: "يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة"، النساء: 1.- لا تشرع القتال والمواجهة إلا لرد الاعتداء، قال تعالى: "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين"، البقرة: 190.- تستشعر المسؤولية تجاه الكون والإنسان والحيوان والحياة، قال تعالى: "وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم"، الأنعام: 38.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دخلت امرأة النار في هرة ربطتها، فلا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت هزلا). أخرجه مسلم، كتاب التوبة.- تعتبر المرأة شريك الرجل في بناء الحياة، فهي تمتلك الأهلية الكاملة كما تمتلك حرية الإرادة واختيار الزوج وإبرام عقد الزواج، ولها حق الخلع والافتراق، كما أن لها حق المشورة في إدارة شؤون الأسرة، لا يجوز عضلها، قال عز وجل: "ولا تعضلوهن"، النساء: 19. ولا إكراهها داخل الأسرة، "فإن أرادوا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما.."، البقرة: 233.- وتقرر بأن المرأة محل للتكاليف الشرعية والاضطلاع بالوظائف الاجتماعية وأهلية الموالاة في السياسة والإدارة والحسبة: وقال تعالى: "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر"، التوبة: 71. وتوصي وتدافع وتناصر وتبايع وتهاجر.. إلخ.قال تعالى: "يأيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن"، الممتحنة: 10.- تعتمد معيار أن الأكرم هو الأتقى، قال تعالى: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، الحجرات: 13.هذا وبالله التوفيق.