16 سبتمبر 2025

تسجيل

ثقافة التوعية المرورية

28 يونيو 2012

من المؤسف ما يقوم به بعض قائدي السيارات من تجاوز لقواعد وأنظمة المرور التي ما وجدت إلا لتحقيق قواعد السلامة وضمان الأمان لمستخدمي الطريق، فهم يتجاوزون هذه القواعد بشيء من اللامبالاة والاستهتار وكأنهم لا يعلمون أنها قبل أن تكون قانونا يعاقب على مخالفته هي سلوك حضاري، وما يقوم به البعض من تجاوز ما هو إلا استهتار بقوانين المرور وليس جهلا بها، لأن قوانين المرور واضحة من خلال اللوائح الإرشادية التي تدل عليها وهي سهلة التطبيق، كما أنها تعتبر أمانة يجب على كل مستخدمي الطريق أداؤها. قد يظن البعض أن الحملات التي تقوم بها الأجهزة المعنية هي مجرد تظاهرات حماسية ينتهي أثرها بانتهاء وقت الحملة، ولكن في الحقيقة هذه الحملات، إنما تؤدي دوراً هاماً في إيقاظ كثير من الناس الذين لا يلوون في قيادتهم للسيارات على شيء. ولو دققنا لوجدنا أن معظم الحوادث التي تحدث هي مع فئة الشباب، إذا لابد من توعية الشباب وصغار السن بهذا الخطر الداهم الذي يعرضهم لفقد أحد أعضائهم أو حياتهم أو حياة الآخرين. ومن هنا تبرز أهمية دور الأسرة والمدرسة في تنمية الوعي المروري لدى مستخدمي الطرق. فالأب له دور كبير في توعية أبنائه وتعليمهم أصول القيادة الآمنة وآداب الطريق وتنبيه أبنائه إلى المخاطر الناتجة عن عدم التقيد بالأنظمة المرورية وما ينتج عن قطع الإشارات الحمراء من مخاطر مهلكة وعلى الأب تشجيع أبنائه ليكونوا على قدر المسؤولية. وتلعب المدرسة دوراً مهماً في غرس المفاهيم الصالحة في أذهان الطلاب ويشمل ذلك إعداد البرامج التي يطلع من خلالها الطلاب على المعارض المرورية حيث إن المشاهدة على الطبيعة لها الأثر الفعال الذي يعدل المفاهيم الخاطئة لدى الطلاب عن مخاطر السرعة والإهمال في القيادة وما ينتج عن ذلك من مخاطر قد تؤدي إلى الوفاة والإعاقة في كثير من الأحيان، وإذا تعاونت وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية في إيصال المفهوم المروري للسلامة والأمن مع الجهات الأمنية المعنية فلا شك أن ثمار التوعية سوف تظهر، على ألا تكون الحملة في وسائل الإعلام لفترة محدودة. وقد لاحظنا جميعا مؤخرا ما تقوم به إدارة المرور من جهود للارتقاء بالثقافة المرورية ونشر الوعي بين جميع الفئات، ولا يفوتني أن أوجه شكري وتقديري للعميد السيد محمد الخرجي على تواصله وتعاونه الدائمين مع جميع الوسائل الإعلامية. وأسعدنا كثيرا حين قال في كلمة له في حفل (مدارس بلا حوادث): إن هناك توجها جديدا في نشر الثقافة المرورية عبر وسائل الإعلام بكل الإبداعات الفنية وحتى استغلال فن الرسوم المتحركة للأطفال وقد شاهدنا جميعا الفقرة التوعوية التي عرضت على الشاشة في مشهد تمثيلي رائع قام بإخراجه الفنان والمخرج علي الشرشني ومثلت فيها المذيعة رجاء سلمان التي أحييها على هذا الحضور الذي تتجلى عبره مشاركة المرأة القطرية والإعلامية وبقوة في نشر هذه الثقافة.