19 سبتمبر 2025

تسجيل

هل هناك فعلاً متسع؟!

28 يونيو 2011

كلنا يخرج إلى عمله صباحاً وفي خاطره ما بيَّت النية عليه، قد نبيت النية على خير، وقد نبيتها على شر، (كل واحد ونيته)، وتصور لو أنك خارج من بيتك (ومبيت النية) على أذية إنسان بكل ما أوتيت من قوة، وسلطة، ومال! تصور لو أنك خارج (ومبيت النية) على مساعدة إنسان، أو رد الشر عنه بكل ما أوتيت من قوة، وسلطة، ومال! تصور لو أنك خارج من بيتك (ومبيت النية على الاعتراف بشهادة زور آذيت بها إنسانا، وتصور لو أنك خارج من بيتك وفي نيتك أن تشهد شهادة زور تقلب بها حياة إنسان جحيما وتوديه في ستين داهية! تصور لو أنك خارج من بيتك (ومبيت النية) على فض خصومة طالت فقطعت الأرحام، وفرقت بين من كانوا أهلاً، وأحبة، وباعدت بينهم والمودات، وتصور لو أنك خارج من بيتك (ومبيت النية) على صب الزيت على نار الخصومة ليتعاظم الحرق، وتلتهب النار، وأنت تفرك يديك مرتاحا ونفسك الأمارة بالسوء تهمس لك (شعللها.. ولعها)! تصور لو أنك خارج من بيتك و(مبيت النية) على المرور على فلان لتفك كربه وقد استغاث بمروءتك، وتصور لو أنك (مبيت النية) على تفادي رؤية فلان الذي ضاقت عليه الدنيا بما رحبت فاستغاثك ولم تغثه! تصور لو أنك خارج من بيتك ومبيت النية على قطع عيش فلان! وتصور لو أنك خارج ومبيت النية على وصل عيش فلان، تصور لو أنك خارج ومبيت النية على اللعب في مظاريف المناقصة المؤتمن عليها ليفوز بها صديقك، أو قريبك، أو واحد من معارفك ليتحقق المعنى الرخيص (شيلني واشيلك)! وتصور لو أنك خارج ومبيت النية على التصدي لأي (لعب أو غش) ولو كلفك تصديك فقد وظيفتك! تصور لو خرجت من بيتك (ومبيت النية) على إنهاء عقوقك وقد انقطعت طويلاً عن تفقد وزيارة والدك أو والدتك المحتجزة بمستشفى العجزة! وتصور لو أنك خارج ومبيت النية على توصيل الوالد أو الوالدة لنفس المستشفى لتذهب بعدها إلى حال سبيلك مرتاحا كمن تخلص من عبء ثقيل (إفتك منه)!. تصور نيتك قبل خروجك من بيتك التي بيت العزم عليها وخرجت بها، مخططا لها، مصرا عليها، ساعيا لتحقيقها، طيبة كانت أو خبيثة، وتصور أيضا ملك الموت الذي كان ينتظر خروجك ليقوم بمهمته ويقبض روح حضرتك دون أن يمهلك تنفيذ ما بيًّت عليه النية خيرا كان أو شراً، واسترجع لو أحببت (الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى) تصور حضرتك نيتك التي كانت آخر أعمال نفسك التي لم يطلع عليها إلا الذي خلقك، أقول استرجع، وتمثل كل الآتي (بعد القبض) برهبته، وخوفه، ووجله، وغربته، أو بفرحه، وابتهاجه، وسعادته، أقول تصور، تخيل، لأن الحكاية المحزنة تقول إن (فلانا) نقل إلى المستشفى، وبالكشف عليه صارحه طبيبه بأنه مريض سرطان وفي حالة متأخرة، أيقظ مرضه كل خلية خير فيه، وراحت تدفعه في محاولة مستميتة لتعويض سنوات التقصير، والغش، والكذب، خاصة شهادة الزور التي ألقت ببرئ في السجن بالاتفاق مع مديره الذي (سف) من المال الحرام حتى التخمة، أبكاه اليمين الغموس الذي حلفه على صدق شهادة زوره، خرج من بيته وقد بيّّت النية على رد كل المظالم، وتعديل كل العطب وعلى رأسه شهادة الزور مهما كلفه هذا الاعتراف وجر عليه، أسر لزوجته بنيته بعد ان اعترف لها بما كان منه، خرج من بيته ليحرر نفسه الأسيرة بالمظالم، اجتاز الشارع قاصداً سيارته، قبل أن يصل إليها ضربته سيارة مسرعة قتلته في الحال! حكاية ولا الأفلام، دموع زوجته تشي بصدق نيته، قلبي موجوع على ميتته، فهو مثل للطين عندما يرسو بالقاع لينهض منه النور، إنه خليط من شر استيقظ قبل رحيله الخير لكن ما اتسع العمر للفعل! أتأمل هذه الحكاية، والنيات التي كثيراً ما نغفلها وقد عبثت بنا الأهواء، وغرنا الأمل بحياة مديدة فيها متسع لإصلاح ما أفسدناه! ويبقى السؤال هل هناك فعلاً متسع؟! طبقات فوق الهمس * مواقفك النبيلة تعلن عنك، وتشرح بإسهاب. * كيف تشكر من تقازمت كل العبارات أمام صنيع إنسانيته. * كل ما تقدمه ستجده حرفياً.