12 سبتمبر 2025

تسجيل

هي المجتمع كله!

28 مايو 2018

يقولون إن المرأة هي نصف المجتمع ولكني أعتبرها المجتمع كله. فهي الأم والزوجة والابنة والعمة والخالة. فهي من تربي وتؤثر في المجتمع كله. الحياة بغيرها لا معنى لها والقصور بدونها قبور، والبيوت لا تسكن إلا بها، فهل تستحق المرأة التي هي كل شيء في حياتنا والتي لا نستطيع ان نعيش بدونها هذا الجفاء في التعامل وهذه الغلظة مع أرق مخلوقة على وجه الأرض. نحتاج إلى تصحيح مسارنا في التعامل مع المرأة، نحتاج إلى الابتكار والفن والإتيكيت في حياتنا وبالذات ما يتعلق بالمرأة. أما ما يخص الأم فجاءت التوصية من رب العالمين "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا" فسواء كنت عزبا أم متزوجا، أحسن إلى من حملتك في بطنها تسعة اشهر وسهرت وتعبت من اجلك، واهتمامك بأمك بعد الزواج أكبر وأكثر بما لا ينقص من واجباتك نحو بيتك وأسرتك، أن تدخل على أمك السرور والبهجة بهدية من حين لآخر برا لها. أنت منشغل جداً بعملك وسفرك يمكن أن تتواصل معها يومياً ولو بمكالمة. إن كانت الأم ميسورة الحال ولديها خير كثير لكنها تفرح بهدية ابنها وتنظر إليها على أنها شيء كبير.  تحتاج الأم إلى عطفك وحنانك وعذب الكلام منك وخصوصا عند كبر السن، فالكل منهمك بأمور حياته وبيته وأسرته وهذه المسكينة بعد أن كان الكل بجانبها أصبحت منعزلة والاهتمام بها قليل فعلينا جميعا إعادة النظر في التعامل مع الأم وابتكار أشياء جديدة تدل على بر الأم.                  أما الحديث عن شريكة العمر، الحبيبة، أميرة القلوب، ملكة الوجدان، رفيقة الدرب، النصف الآخر. تحتاج الزوجة إلى معاملة خاصة تليق بها كام لأولادك وكإنسانة دخلت حياتك فأنت أصبحت منها وهي أصبحت منك. وإذا سألنا أنفسنا لم هذا الجفاء؟ لم هذه الغلظة؟ المرأة لا يكرمها إلا كريم ولا يهينها إلا لئيم. يشكو البعض من ان الحياة الزوجية أصبحت مملة وتعتريها الرتابة أقول له متى كانت آخر مرة تبادلت أطراف الحديث مع شريكة حياتك؟ متى تركت الجوال بقصد أن تفتح حواراً مع زوجتك؟ هل آثرت الخروج مع زوجتك التي تقبع في البيت طيلة الأسبوع من الخروج مع أصدقائك. هل فكرت في الأشياء التي تحبها زوجتك وتبادر بشراء هدية تدلل بها عن حبك لزوجتك. تحتاج الزوجة إلى كلام جميل يرفع من معنوياتها، ما المانع أن تثني عليها بعد أن تتناول وجبة غذاء، لماذا لا تشكرها بعد كل عمل تقوم هي به. إنها أشياء بسيطة لكن لها تأثيرا إيجابيا على المرأة، هل فكرت مرة أن تساعد في عمل البيت من باب التقرب والود والتأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم.   ومن ناحية أخرى ولتنمية الجانب الإيماني إذا اجتمع الزوج مع زوجته وأولاده على طاعة. قراءة سورة الكهف يوم الجمعة مثلا، أو صلاة ركعتين في جوف الليل – وهذا حقهم علينا – ستكون النتيجة طيبة على البيت وعلى الأسرة جميعا. نبدأ من الآن في تعديل نظرتنا وتعاملنا مع المرأة وليتفنن كل منا ويبتكر وسائل ومواقف وأساليب تليق بالمرأة التي هي المجتمع كله.