20 سبتمبر 2025
تسجيلالسياسة الأمريكية في المنطقة تتعامل مع دول الشرق الأوسط وما جاورها من منظور المصالح فقط الدول الأوروبية ذكية للغاية ولا يمكن استغفالها أو توجيه الدروس إليها في السياسة لأنها أعلم بخبايا الأمور يقال: "تستطيع أن تضحك على غيرك لمدة ساعة، ولكن لا تستطيع أن تضحك عليه كل ساعة"، وهذه المقولة تفند وتترجم ما يحدث اليوم على أرض الواقع بين المهاترات السياسية التي تصرح بها الإدارة الأمريكية وساستها بخصوص "ملف المفاعل النووي الإيراني "، ومن يتابع تصريحات هذه الأزمة المفتعلة أو التي لا وجود لها سيجد التناقض الواضح قي تصريحات كل طرف بشأن ما هو مفتعل ؟!. هذه ناحية، والناحية الأخرى والأهم أن الدول الأوروبية، ومنها فرنسا على وجه الخصوص، ما زالت تتحفظ على الملف الإيراني وتجد أن الولايات المتحدة الأمريكية تدير الأزمات بحسب طريقتها الخاصة التي لا تسعى إلا من أجل أن تكون دائما هي الطرف الرابح في نهاية المسألة، وأن الدول الأوروبية عليها أن تقول "سمعاً وطاعةً"، وهو ما يرفضه الغرب. ولهذا فيبدو اليوم: أن البلدان الأوروبية كانت وما زالت تتحفظ، بل وتسخر أحيانا من القرار الأمريكي تجاه قضايا وأحداث الشرق الأوسط، وخاصة تجاه الأزمات المفتعلة داخل الخليج بشكل خاص، والشرق الأوسط بشكل عام، وهذا بدوره جعل الدول الأوروبية أيضا لا تستمع لما تمليه عليها أمريكا في مثل هذه الظروف؛ لأنها تنظر للأحداث السياسية بنظرة ثاقبة وبعيدة المدى لكون مصالحها في دول المنطقة بدأت تتأثر سلبيا بعد هيمنة السياسة الأمريكية على هذه الدول بشيء من التسلط في القرار السياسي الذي يحقق مصلحة الولايات المتحدة ويبتعد قليلا عن المصالح الأوروبية التي همشت في الآونة الأخيرة بسبب فرض القرار الأمريكي بكل قوة وغطرسة غير محمودة العواقب. رأي لأحد الخبراء: ويقول خبير في الشرق الأوسط والدراسات الاستراتيجية إن الولايات المتحدة الأمريكية هي الرأس المدبر لأزمة الخليج المفتعلة منذ يونيو 2017م، وأنها تستطيع إنهاء هذه الأزمة الوهمية خلال عدة دقائق؛ لأنه لا يستفيد منها إلا دولة واحدة فقط وهي الولايات المتحدة – كما يقول – وأن الأزمة الأمريكية المفتعلة كالعادة مع إيران هي مسألة منتهية منذ وقت طويل، وأن الساسة الأمريكان كانوا وما زالوا يلعبون على الوتر الحساس حتى تطول الأزمات المفتعلة في الشرق الأوسط لأهداف سياسية قد لا نراها في المستقبل القريب وستظهر نتائجها في المستقبل البعيد كما يبدو لنا. افتعال الأزمات من منظور أوروبي: ويضيف هذا الخبير أيضا: أن ما تقوم به الولايات المتحد الأمريكية في هذا التوقيت بالذات يسعى لاحتواء جميع الأزمات المفتعلة من قبل هذه الإدارة التي تعيش أسوأ فتراتها التاريخية في تسييس الأمور والإبقاء على المشاكل السياسية في المنطقة لفترة أطول مما يتوقعه الكثير، وخذ على سبيل المثال "حصار قطر"، حيث كان يتوقع الغالبية من الساسة في أوروبا والولايات المتحدة أن ينتهي خلال عدة أسابيع من افتعاله، إلا أنه قد أكمل اليوم سنته الأولى دون حل أو بوادر لحل الأزمة الوهمية التي قد تطول لتحقيق بعض المصالح الأمريكية في المنطقة، وقد تمتد إلى سنوات أخرى مقبلة - كما يعلق هذا الخبير – فلننتظر ونرى ما سيحدث؟!. كلمة أخيرة: لا وجود للأزمة المفتعلة بين إيران والولايات المتحدة على أرض الواقع، كما يقول بعض المحللين الأوروبيين، لأن افتعال الأزمة كان وما زال يثير حفيظة وسخرية "الأوروبيين" تجاه السياسة الأمريكية في المنطقة؛ لأنها تتعامل مع دول الشرق الأوسط وما جاورها من منظور تحقيق المصالح فقط، خاصة إذا علمنا أن الدول الأوروبية ذكية جدا ولا يمكن استغفالها أو الاستخفاف بها؛ لأنها أعلم بخبايا دهاليز السياسة لجميع مناطق العالم؟!.