17 سبتمبر 2025

تسجيل

فيما مضى ..

28 مايو 2016

كان الفنان قديماً في منظومة دول مجلس التعاون لا يغير من نجاح صديقه، نلاحظ في الصور القديمة والتسجيلات المختلفة كيف أن الفنان الكويتي محمود الكويتي كان يرافق على العود رفيق دربه عبداللطيف الكويتي، وكيف كان الفنان في حالة الحفلات لا يتورع عن الإمساك بالمراويس ومشاركة صديقه في العزف، لم يكن هناك غيره، ففي قطر مثلاً عاش كل من الفنان محمد راشد الدفاعي وأحمد سند ومعهما لفترة زمنية عيسى بدر في مكان واحد. وكان الفنان سالم راشد الصوري يساعد عبر شركته كل الأصوات في مملكة البحرين، في قطر كان التميز صفة بين الرعيل الثاني مثل محمد رشيد وإبراهيم علي، فرج عبدالكريم، صقر صالح، وغيرهم، وفيما مضى كان الفنان إذا غنى مثلاً صوتاً معيناً فلا بأس أن يردده مطرب آخر، مثلاً تاريخ فن الصوت مليء بمثل هذه النماذج، قصائد ليحيى عمر مثلاً أداها فنانو اليمن، وانتقلت إلى الخليج وأداها جل الجيل الأول.. ألحان عبدالله الفرج لم تكن حكراً عليه، حتى مع ظهور المبدعين في المملكة بدءاً بطارق عبدالحكيم وعبدالله محمد، طلال مداح، فوزي محسون، محمد عبده، كان الكل يتبادل الأغاني دون حساسية، أنا أتكلم عن المطربين أصحاب الشأن وليس النماذج العربية التي تعرف من فنوننا دون وعي باستثناء عدد قليل من يجيد تأدية ألواننا مثل الفنانة القديرة "أنغام" مثلاً من تملكها من أداء كل فنون الغناء والمطربة القديمة هيام يونس على سبيل المثال لا الحصر. في تاريخ الأغنية المحلية مثلاً رائعة فرج عبدالكريم وعبدالعزيز ناصر والشيخ ناصر بن راشد، تبارى بعض الفنانات حتى في الملاهي الليلية، ولكن هناك فرقا بين ما كان وما هو كائن، في أغنية قديمة لسالم راشد الصوري مثلاً "يا مركب الهند يابو دقلين" حدث تطوير في المفردة واللحن وأداة الفنان محمد عبده، مع ذلك فإن الفنان الحقيقي دائماً ما كان يبارك للآخر في المنطقة أداءه لأي أغنية وكان الكل يغرف من معين التراث الغنائي منذ عبدالله الفرج ومحمد بن فارس وضاحي بن وليد، ولكن بشكل جميل، لكن الآن تغير الأمر فكل من يغني عبر ميكروفون الإذاعة يعتقد أنه كروان وشحرور.الفن .. رحم الله تلك الأيام.. فقد سمعت من أحدهم وهو يؤدي أغنية من أغانينا.. فتذكرت قوله تعالى: "إن أنكر الأصوات...". وسلامتكم.