11 سبتمبر 2025
تسجيلواستأنف صاحبي قائلاً: ومن هنا نستطيع أن نؤكد أن معركة القادسية الخالدة، كانت في الحقيقة بمثابة تلك المعركة الحربية الحاسمة تاريخياً، التي استطاعت الأمة الإسلامية الفتية – آنذاك - الانتصار الباهر فيها. ومن ثم تسنى لها أن تنعطف انعطافة جديدة في مسيرتها التاريخية المظفرة نتيجة انتصارها هذا على الحضارة الفارسية، التي كانت تهيمن هيمنة كاملة على الجناح الشرقي للعالم آنذاك، وبالتالي فقد نتج عن الانتصار الساحق لأمتنا في هذه المعركة تغيير ملامح التاريخ البشري، بعد أن استطاع المسلمون أن يُنهوا الوجود الفارسي وسيطرته على المناطق الحيوية في العالم آنذاك.وفي موقعة القادسية تبلور أيضاً مدى الإعجاز للجانب العقدي الخالص، الذي فجره الإيمان الصادق في نفسية أمتنا الإسلامية، وذلك من خلال الحوار الذي دار بين واحد من أبناء الحضارة (الإسلامية)، وممثل للحضارة (الفارسية)، وهذان الرجلان هما: رِبعي بن عامر – رضي الله عنه، ورستم، وذلك عندما دخل ربعي بن عامر على رستم، ودار بينهما الحوار التالي: قال رستم للصحابي الجليل ربعي بن عامر "رضي الله عنه": ما الذي جاء بكم إلى هنا؟! قال "جئنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، وجئنا لنخرج الناس من جور الأديان إلى عدل الإسلام، وجئنا لنخرج الناس من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة".وهكذا نرى أنه قد تبلورت في سياق هذا الحوار تلك الأهداف السامية، التي حملها رواد هذه الحضارة الأفذاذ، بعد أن صيغت الصياغة الإيمانية الكاملة، وانصهرت في بوتقة رمضان الإيمانية، وبناء على هذا يحق لنا أن نقول وبكل المصداقية: إن رمضان المبارك هو شهر الانتصارات الحضارية لأمتنا الإسلامية.وبالله التوفيق.