25 أكتوبر 2025

تسجيل

جرعة أمل لتحقيق العمل

28 مايو 2014

روح الفريق الواحد تتجسد فيه روح الوحدة، ومن خلال التعاون يشترك الجميع في صنع القرار، وتبنِّيه، وتحويله إلى تطبيق عملي على أرض الواقع، والعمل بروح الفريق الواحد يُجسِّد مبدأ التعاون بمفهومه المتجدد؛ حيث صار يُقاس مدى نجاحِ أيِّ مؤسسة أو إخفاقها بمقدار التعاوُن القائم بين أفرادها، ولذلك خصصت بعض الدول جائزة تمنح للإدارة أو المؤسَّسة أو القسم الذي يتحلَّى بهذه الروح؛ بحيث تكون تقديرًا جماعيًّا للفريق بأكمله، والإدارة الناجحة هي التي تستطيع أن تجعل موظَّفيها يعملون بروح الفريق الواحد، وتبثُّ فيهم روح المحبَّة، والنظام، والتفاعل الإيجابي، كما تشجع التنافس الشريف والإبداع، وتستفيد دائمًا من اقتِراحاتهم، وتُصغِي إلى طلباتهم، وتلبِّي احتياجاتهم، وهرم المؤسسة هو المدير الذي يعمل على تعزيز الإيجابيَّات عند الموظفين، وتشجيعهم للعمل في جماعة، والموظَّف الناجح هو الذي يَتحلَّى بالإخلاص وإتقان العمل، وينضبط بضوابط السلوك الوظيفي المتميز، وهنا تحضرني مقولة يد الله مع الجماعة.ولقد أثبتت التجارب أن نتائج العمل الجماعي أفضل بكثير من العمل الفردي والشاهد على سبيل المثال، في مجال الرياضة نجد الفريق الذي يلعب بشكل جماعي غالباً ما يتفوق على الفريق الذي يلعب أفراده بشكل فردي، وهذا يشبه تماماً فريق العمل الذي يعمل في مجموعات لتحقيق هدف مشترك، وتنبني المجموعات على التفاعل، إذن الانسجام لهو أمر مطلوب بين أعضاء الفريق حيث يولد ذلك الثقة بين أعضاء الفريق الواحد وإزالة الضغائن بين الأفراد.في بعض الأحيان يخفق الفريق بأكمله في مسألة ما، وهذا نادراً ما يحدث لطالما المجموعة العاملة واحدة، وتعمل مع بعضها البعض، إلا أنه في حالة حدوث فشلٍ لأي سببٍ من الأسباب في تحقيق الأهداف، سرعان ما يرمي الشخص اللوم داخل المجموعة الواحدة على غيره، في حين الأمر هنا جماعي، فالتقصير على الكل والنجاح على الكل كذلك، وكبير الفريق ليس بالضرورة أن يكون قائداً،مع أنه يفضل بأن يكون كذلك، ولكنه شخص ملهم يجيد التعامل مع الناس ويقوم دائما بتوجيههم وبث روح النشاط والحيوية بين أعضاء الفريق. ومن وجهة نظري الشخصية، ماذا لو تتم الاجتماعات عبر اللقاءات في انجاز العمل الإداري بدلاً من انتظار قرار المسئول عبر التسلسل الهرمي للتنظيم المعمول به في الجهة الحكومية أو المؤسسة الأهلية، وهنا نجد الدور السلبي لبقية الموظفين، فالبعض دوره محصور فقط على تمرير المعاملة، دون أن يبذل أي جهد فيها أو يشارك مشاركة فعالة. في المقابل، نجد تعدد وجهات النظر يؤدي إلى العديد من الإيجابيات مثل إثراء النقاش والبحث في المعاملة محل الدراسة في سبيل الوصول إلى الحل والرأي المناسب، مما يساعد المسئول على اتخاذ القرار السليم بعد المشاركة والتعاون بين أعضاء العاملين أو الجهاز الإداري، حينها نكون قد قضيتا على البيروقراطية والسلبية المركزية، كذلك الوضوح والمكاشفة في العمل الإداري بين الرؤساء والمرؤوسين له بالغ الأثر، ولا غضاضة من تقبل وجهات النظر وإن اختلفت، فالاختلاف لا يفسد للود قضية، وقد يكون رأي الموظف المرؤوس مستنداً على حُجج منطقية، وأسس من الأنظمة واللوائح التنفيذية، ففي هذه الحالة ترجح كفة رأي هذا المرؤوس.أخيراً تعدُّد الآراء والبدائل في موضوع معيّن ليس هو الهدف بحد ذاته، كما أنه ليس هو الغاية، وإنّما هو الوسيلة لبلوغ الغاية والوصول إلى الرأي الصحيح الذي يخدم المصلحة العامة أو مصلحة العمل.