12 سبتمبر 2025
تسجيلذات يوم.. أقول ذات يوم كنا نعرف حقاً هذه الأغنية من ألحان مَن مِن الملحنين وتعرفنا على، أحمد باقر والبيعيجان ويوسف المهنا ويوسف الدوخي وعبدالحميد السيد وسعود الراشد وراشد خضر وطالب القرغوللي وأحمد الخليل وعباس جميل وعبدالعزيز ناصر وحسن علي.. وسراج عمر وعمر كدرس وفوزي محسون. هذا خليجياً. بجانب ما قدمه محمد سعد عبدالله وأحمد قاسم ومحمد مرشد ناجي وعشرات الأسماء. أما لبنان فيكفي أن نقول الأخوين الرحابنة. بجانب فليمون وهبي.. وعبدالفتاح سكر وجميل العاص. في مصر الملحنون تحولوا إلى نجوم في قيمة المؤدين بدءاً بموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، رياض السنباطي، بليغ حمدي، زكريا احمد، محمد القصبجي، محمد الموجي، كمال الطويل، محمد فوزي، فريد الأطرش، منير مراد. ولا اريد ان استحضر كل الاسماء بجانب محمد وردي وعبدالكريم الكابلي. وجمع آخر. كان التنافس على أشده. والكل يقدم كل ما هو جديد ومتميز عبر كل المراحل. فلماذا نضب كل هذا؟ نعم هناك الآن بعض الشذرات تقدم ذاتها هنا وهناك. ولكني عندما أسمع بعض الألحان حقاً اكتشف أن هذا اللحن مكرر أو معاد حتى لا اقول إنه !!! في مصر كان هناك فنان عبقري اطلقوا عليه "أمل مصر" إنه بليغ حمدي الذي حملت ألحانه اصوات جيل بأكمله. أم كلثوم، وردة، شادية، نجاة، صباح، سميرة سعيد، ميادة، فايزة، عفاف راضي، محمد رشدي، علي الحجار، عبدالحليم وصولاً حتى محمد منير. هذا الملحن كان يختلف شكلا ومضموناً عن الآخرين.. هل كان صوت الشعب كما عبر عنه احدهم ذات يوم. بلا شك لأنه كان متأثراً بالحس الشعبي وفي ذات الوقت غرف من معين التراث العربي على يد كل من معلمه الأول عبدالحفيظ امام ومعلمه الثاني "درويش الحريري" ثم العلم والمعرفة عبر دراسته للموسيقى دراسة اكاديمية. فكانت النقلة من خلال البدايات مع فايزة أحمد "ما تحبنيش بالشكل دا" والانطلاق الى خلق عوالم لحنية. كل لحن مغاير للآخر. هنا سطوة شادية وهنا عبدالحليم. هنا الأغنية العاطفية والوطنية والأهم هنا سيد النقشبندي ورائعته مولاي.. وهناك التراث قطر الندى وحبيبتي يا مصر. وهنا حكاية بليغ مع الخميسي ومها صبري "وما تزوقيني يا ماما" وهذه الحكاية مغاير حكايته مع سيد النقشبندي كما رواها أخي وصديق العمر الجميل المرحوم بو جلال وجدي الحكيم. إن بليغ نجح بامتياز في كل لحن قدمه ومع كل المطربين. حتى في الاعمال المسرحية. لأنه قدم ألحانه لكل الطبقات المثقف ورجل الشارع. وكان صرخة وطنه مصر عبر الاهازيج التي يترنم بها. ما زال الكل يردد "عدى النهار" وما زلنا نضحك على موقفه عند منعه من دخول الاذاعة عام 1973 وكيف هدد صديق عمره وجدي بالشكوى.. بليغ حمدي. حكايات لن تنتهي فما زال ابني فيصل يتذكر مداعباته حتى الآن. وما زالت الاذن العربية تعيش عبر ألحانه.. بليغ، عبدالعزيز ناصر.. اخلصوا للفن فخلدهم تاريخ الفن. [email protected]