أحمد جاسم الملا وكتاب الخارجية في قطر

من الكتب التوثيقية والمؤرشفة بشكل علمي وممنهج للتعريف بوزارة الخارجية القطرية ودورها خلال نصف قرن ما أصدره سعادة السفير أحمد بن جاسم الملا، والذي صدر تحت عنوان "46 عاما على إنشاء وزارة الخارجية القطرية"، حيث نشر في اكثر من طبعة. هذا الجهد المتميز للكتاب يعد بمثابة وثيقة تاريخية لدولة قطر، يجب ان نفخر بها على مدى عقود قادمة، حيث ان مثل هذه الاصدارات والمؤلفات الرصينة بات مطلوبا اصدارها في كافة الجهات والمؤسسات والوزارات داخل الدولة؛ لأنها تحفظ لنا تاريخنا وهويتنا واسماء اعلامنا الذين هم جزء لا يتجزأ من تكويننا الاجتماعي والثقافي. واجيال اليوم والاجيال القادمة سوف تسألنا عن دور كل من خدم الدولة، وما قدمه لهذا الوطن من جهود وخدمات ستبقى بكل تأكيد شامخة بل وشاهدة على تلك الانجازات التي تحققت بفضل كل قطري كان وراء نجاح اي عمل كان يحمل من ورائه اسم قطر ويسهر ويكافح من اجلها. كتاب احمد بن جاسم الملا اصبح اليوم دراسة مهمة في التوثيق الدبلوماسي بدولة قطر. وبقدر ما يبدو الكتاب من الاعمال النادرة في تدوينها الا انه ايضا بمثابة موسوعة شاملة تحتاج الى دعم من وزارة الخارجية، لكي تستكمل في العقود القادمة مسيرة سفراء قطر الجدد، ومن سيأتي بعدهم وتوثيق جهودهم في اكثر من مجلد عبر هذا العمل الوطني الضخم الذي بدأه السفير أحمد الملا، وهو جهد يشكر عليه لأنه اصبح بصمة في تاريخ الدبلوماسية القطرية. كما ان المادة المصورة داخل هذا الكتاب تعد ايضا بمثابة عملة نادرة تتضمن الاحداث التي عاصرتها الخارجية القطرية، عبر مسيرة خمسة عقود، وهي فترة لا يستهان بها ابدا اذا قيست بعمر الدول. ومن الواجب كذلك ان يتم تدريس جزء من مادة هذا الكتاب التوثيقي في مناهجنا الدراسية سواء في المدارس او في الكليات والجامعات القطرية، ليستفيد من مادته جميع ابنائنا دون استثناء، وليتعرفوا على تاريخ الدبلوماسية القطرية، وما قدمته من جهود في تأسيس مدرسة دبلوماسية مثالية على مستوى العالم العربي. كلمة أخيرة: كتاب أحمد بن جاسم الملا عن الدبلوماسية القطرية بلغت صفحاته اكثر من 600 صفحة. وهو جهد جبار في كتابة تاريخ قطر الدبلوماسي وتوثيقه في فصول متعددة بالكلمة والصورة المعبرة عن الاحداث في نصف قرن، ولا شك اننا ننتظر المزيد مثل هذه الدراسات مع تسجيل كلمة شكر وعرفان لصاحب الكتاب النادر الذي عمل في وزارة الخارجية لمدة طويلة. ‏[email protected]