18 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أعلم يقينا أن السباحة عكس التيار لا يقوم بها سوى السمك الحيّ، وأن الانجراف مع التيار عملية سهلة يستطيع أن يقوم بها حتى الميّت. وأجزم أن أحد أهم الحلول الناجعة في وسطنا الرياضي أن تساير وتركب الموجة السائرة وتحتفظ برأيك المعارض لنفسك وهذا ما يسمى بثقافة الجمهور، وللأسف الشديد فإنها موجودة في كل مناحي الحياة وقد ناقشت قبل فترة عالم فاضل عن حكم شرعي في مسألة ما فيها قول غير السائد وأخبرني ألا أحد يجرؤ على طرح القول الآخر خوفا من "ثقافة الجماهير". مع كل هذه التوطئة قررت الدخول فيما أريد إيصاله بشأن الواقع الهلالي والذي يشهد حالة من الغضب العارم بعد فقدان لقب الدوري، وتوجهت سهام النقد بعدها للمدرب المغلوب على أمره كعادة الساحة الرياضية السعودية والتي لن تتطور وتتقدم إلا إذا تخلت عن اعتبار المدربين "الحلقة الأضعف". وللتوضيح فقط، احضر أفضل ثلاثة مدربين في العالم حاليا (مورينهو وجوارديولا وسيميوني مثالا) مدربين للمنتخب السعودي بعناصره الحالية وقدم مكافأة لكل لاعب مليار ريال، واطلب منهم تحقيق كأس العالم فهل يستطيعون؟ الجواب بالطبع إنهم لا يستطيعون، والسبب يعود إلى الأدوات المنفذة التي لا تملك القدرة على ذلك. هنا مربط الفرس وهنا مشكلة الهلال الحقيقية، فالعناصر الحالية لا تملك القدرة ولا الرغبة بدليل المستويات المتأرجحة، فتارة في القمة وأخرى في القاع، واللاعب الوحيد من بين المحليين والأجانب الذي يحظى برضا الزعماء هو ياسر الشهراني لأنه الوحيد المحافظ على مستواه المغلف بروح عالية لا تعرف اليأس. لو كان كل لاعبي الهلال بروح ورغبة وثبات مستوى الشهراني هل سيقف فريق في طريقه؟ما طرح أعلاه ليس دفاعا عن دونيس، لكنه رأي مبني على حقائق، فالهلال خلال ابتعاده عن الدوري أشرف عليه سبعة مدربين أشرفوا على أندية كبيرة في دوريات عالمية كبرى وحققوا المنجزات فلماذا أخفقوا مع الهلال؟أيها السادة العمل في الأندية ليس فرديا بل منظومة متكاملة، ولوضع المشرط على الجرح سلوا أنفسكم: هل سعى أعضاء الشرف للقضاء على الدين وبالتالي تمكين الفريق من دعم صفوفه بلاعبين محليين وأجانب في ظل وضوح حاجته لصانع ألعاب ماهر وهداف يسجل من أنصاف الفرص ومحور دفاعي يملك مقومات القيادة؟هل نجحت الإدارة في تخطي الأزمة المالية وفي معالجة حالة اللاعبين النفسية؟ هل حضرت الجماهير بكثافة وأسهمت في مؤازرة الفريق وفي دعم خزينة النادي؟هل عرف الإعلام الأزرق كيف تدار الأمور وكيف تصنع الأحداث؟صناعة فريق بطل "ثقافة" يشترك بها الجميع، وعلى الهلاليين جميعا إن رغبوا في العودة لجادة الصواب أن يحاسب كل شخص منهم نفسه ويرى ماذا قدّم. الهلال كان هو الفعل وهو الذي يقود، وفي الأحداث حاليا أصبح الهلاليين "رد فعل"، لذا استجاب لمقولة أن آسيا عقده ونسي أنه زعيمها وكان يحققها لأنه يعتبرها جزء من "روزنامة الموسم". والهلاليون غضبوا في موسم 2011 واعتبروه موسما كارثيا رغم أنه حقق الدوري من دون خسارة وبرقم قياسي بسبب الخروج من البطولة الآسيوية فكان التهميش لبقية البطولات. والهلاليون غضبوا عندما عجزوا عن تحقيق كأس الملك واعتبروها عقدة وحينما حققها الفريق أصبحت من الهوامش، ويريدون الدوري لأنهم ابتعدوا عنه ولأن رغباتهم أصبحت تتعلق بما لم يستطع الفريق تحقيقه. إذا أراد الهلاليون العودة لسابق عهدهم فعليهم هم أن يعودوا لسابق ثقافتهم وأن يصبحوا هم الفعل والآخرين رد الفعل، وأن يحتفلوا بمنجزاتهم ويقدروها حق قدرها. إشراقةالهقاوي فالعرب تبغي شطارةلا تقول أن السمي يشبه سميّهفيه ملح في محلات العطارةوفيه ملحٍ في رصاص البندقيّة