11 سبتمبر 2025

تسجيل

جدلية العلاقة بين الشعر والرواية

28 أبريل 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بين وقت وآخر يعود الحديث عن العلاقة بين الشعر والرواية، ولكون هذه العلاقة قد استهلكت من الوقت والجهد الكثير من قبل المبدعين، فقد صارت جدلا لم ولن يتم حسمه، لإصرار البعض على جعله في قلب المشهد الثقافي.وإذا كانت العلاقة بين الشعر والرواية قد ظلت متجانسة في الأوساط الإبداعية على مدى عقود، إلا أنها لم تطفُ على السطح كعلاقة جدل إلا بعد حصول الأديب المصري الراحل نجيب محفوظ على جائزة نوبل في الآداب سنة 1988، وقتها استدعى البعض سياقا تاريخيا، أيهما ديوان العرب، الشعر أم الرواية؟وعلى مدى العقود الثلاثة الأخيرة لم يحسم هذا الجدل، ليظل للرواية بريقها، وليظل للشعر مذاقه، فكلاهما فن من فنون القول، يتسم بميزة لأصحاب الذائقة الإبداعية، مهما تنوعت الذائقة ذاتها، غير أنه يبقى القول الفصل بأن الشعر هو الفن الذي خرجت من رحمه جميع الآداب.هذا الجدل يذكرني بآخر يدور في العديد من أروقة الجامعات وداخل ساحات الفعاليات المختلفة بشأن العلاقة بين الوسائط الإعلامية المقروءة والمرئية والمطبوعة والإلكترونية، وأيهما له الغلبة، وأيهما يمكن أن ينسخ ما قبله.مثل هذه الأشكال تطفو دائما على السطح حتى تحتدم، غير أن أصحابها لا يجدون لها مفرا سوى الإذعان بأن لكل خصوصيته وأهميته، وإن تفاوتت درجات الاهتمام.وبقراءة السياق التاريخي ستبدو هناك علاقة قوية بين الشعر والسرد، وأنه لا خصومة بينهما، اللهم إلا من يثير نعرات هذه الخصومة، ومحاولات استدعائها قسرا، وإذا كانت الفنون تنهض معا وتسقط معا، إلا أن الشعر لم يأتِ عليه يوم وسقط، قد يضعف الاهتمام به وقتا، لظروف عديدة، غير أنه ظل على مدى تاريخه هو زمن العرب وديوانهم.قد تكون هناك مظاهر صعود وهبوط، غير أن لكل فن جمهوره، والذي قد يقبل على جميع الفنون معا مخلفا وراءه هذا الصراع الشخصي بين الأكاديميين والمبدعين بشأن أيهما ديوان العرب.وإذا كانت الرواية اليوم قد أصبحت مثار المهتمين بالضاد في الوطن العربي بعد إعلان المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" لجائزة الرواية العربية، فإن "كتارا" قد تفاجئنا يوما ما بتخصيص جائزة للشعر العربي، إعلاء لفن القول، وإثراء لهذه المسيرة الطويلة لديوان العرب، خاصة أن "كتارا" سجلت لنفسها مكانة بين صروح الوطن العربي الثقافية، بعدما أصبحت إحدى البنى الثقافية الأساسية في قطر، ونقطة ارتكاز ثقافي للدولة للانطلاق بها إلى آفاق الثقافة العالمية.