16 سبتمبر 2025

تسجيل

بين الشريف والوضيع

28 أبريل 2014

فلا تعجب؛ الحياة فيها الشريف والوضيع، فمن الناس من تهفو نفسه وحركة حياته إلى الشرف ورتب معالي الأمور ويزيّن بها أيامه. ومن الناس من تجره نفسه إلى الوضاعة ورتب سفاسف الأمور في سيره بالحياة، دون الالتفات إلى القيم والأخلاق، وقد ينسى الثوابت ومعالم الحق ـ ولا نعمم ـ وعندما نعقد مقارنة بينهما ليزداد الشريف شرفاً ورفعة وتواضعاً وخيراً، وما أحسنه من شرف ونغبطه على هذا المسير. وفي المقابل يرجع الوضيع عما هو فيه من وضاعة ويتصالح مع ربه ونفسه، ومع من حوله ويعقد العزم عن الانتهاء والابتداء مع قيم أهل الشرف. فمن معالم وصور هذا وذاك: الشريف: دينه ووطنه وأمته دائماً من أولويات حياته.الوضيع: نفسه ومصالحه الشخصية هي المقدمة على كل شيء، وليرحل الجميع.الشريف: عزته وقوته في اتباع دينه قولاً وعملا وسلوكاً وتطبيقاً.الوضيع: يتبع شهواته وأوهامه ويظن أنها هي قوته وسلطته على الآخرين.الشريف: يحارب الفساد وأهل الفساد ويكره أعمالهم ولا يتستر عليهم.الوضيع: يعرف أن هناك فاسداً ويتستر عليه خوفاً من ذهاب منصبه وكرسيه الذي يتكسب منه.الشريف: يحافظ على قيمه وثوابته ولا يتخلى عنها أبداً في حضره وسفره.الوضيع: يتخلى عن مبادئه وقيمه تماشياً مع مصالحه وفهمه للواقع.الشريف: يترفّع عن النقائص ومواطن دناءة النفس ويلزمها جميل الخلق.الوضيع: يفعل النقائص ويحط رحاله إلى مواقعها.الشريف: لا يخذل ولا يظلم ولا يطعن ولا يحقر ولا يسب ولا يشتم ويحسن الظن.الوضيع: غدر وخيانة وفجور في الخصومة وطعن وسوء ظنٍ وإزعاج للآخرين وتطاول.الشريف: يقدّر المكتسبات التي يحققها مجتمعه ووطنه ويرفع من قدرها أمام الآخرين.الوضيع: ينقد ويذم ويتململ ويتأفف من كل شيء، ولا يعجبه شيء.الشريف: يدافع عن الحق وأهله ويقف بجانبهم.الوضيع: يحمي الباطل وأهله ويدافع عنهم ويصد عن سبيل الله.الشريف: واضحة تصرفاتُه ومعروفةُ خطواتُه.الوضيع: يتملق ويتصنع ويتلوّن.الشريف: لا يبحث عن الشهرة ولا يطرق أبوابها، بل وهي تأتيه راغمة.الوضيع: يتتبع مواطن الشهرة ويرتحل حيث حلت، وتهفو نفسه إليها.وهكذا.. لو تتبعنا مواطن الشرف وطيب المعدن ـ وما أكثرها وأجملها وأحسنها ـ لما انتهينا، وكذلك مواقع الوضاعة؛ لما توقفنا من سردها وما أكثرها وأقبح صورها.ومضة:تأمل.. دهرٌ علا قدرُ الوضيع به وهوى الشريف يحطّه شرفُهكالبحر يرسب فيه لؤلؤه سِفـلاً وتـطـفـو فـوقه جيَـفُـه