20 سبتمبر 2025

تسجيل

اللقاء القطري الروسي ومصالح مشتركة بعيدة المدى

28 مارس 2018

قطر وجدت في روسيا دولة صديقة تعمل معها بإخلاص في فترة تاريخية متميزة  علاقات ناجحة تسعى لتعزيز التعاون العسكري ومساندة قوية لملف مونديال 2022 ما من شك أن اللقاء الذي جمع سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد بالرئيس الروسي " بوتين " المنتخب لفترة جديدة ، يعد بمثابة اللقاء التشاوري المهم الذي يعول عليه الطرفان بعقد عدة اتفاقيات شراكة متينة بين الدوحة وموسكو بما يعزز التعاون في شتى المجالات ، ومنها بكل تأكيد المجالات العسكرية والرياضية والطاقة والبحث العلمي بوجه خاص .  واهتمت بالأمس بعض وسائل الإعلام الروسية بهذا اللقاء التاريخي الذي يتم بين الزعيمين الكبيرين في ظروف إقليمية ودولية عصيبة وما يعصف بالمنطقة من أحداث جسام وهو ما يتطلب من القائدين اتخاذ أفضل الخطوات السياسية لتسوية هذه الخلافات البارزة على الساحة وتعزيز التعاون بما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين . ولعل هذا التقارب : يؤكد على ما يصبو إليه دائما سمو الأمير لجعل قطر تتبوأ المشهد السياسي مع كل دول العالم دون استثناء .. مع اعتبار روسيا نقطة التقاء بينها وبين قطر لتوقيع المزيد من اتفاقيات الشراكة الحيوية التي تأتي في الوقت الذي تعيش فيه دول المنطقة أزمة حقيقية تتطلب عمل الكثير من الجهود لحلها مع تبادل الزيارات باستمرار ، وتقوية العلاقات على قدر من الثقة المتبادلة عبر الحوار البناء والهادف لحل المشاكل السياسية العارضة وخاصة الأزمات المفتعلة  منها ؟! .   وقد كانت قطر وما زالت تعمل على تقوية علاقاتها مع الدول الصديقة من اجل نشر الاستقرار والعمل على تعزيز الجانب الأمني بوجه خاص بعيدا عن أية تصعيدات سياسية لا تخدم الدول وتزيد من تفاقم الأزمات ولا تقدم الحلول الجذرية التي يطمح لها الجميع في مثل هذه الظروف . واللقاء يأتي أيضا : في ظل ظروف سياسية مشتعلة في المنطقة ، ويتطلب تبادل الرأي حول كافة القضايا والأزمات والحروب التي ما زالت قائمة مثل : - الأزمة السورية - العلاقة مع إيران - الأزمة الخليجية وهذا يستوجب مناقشة مثل هذه القضايا لكي تنعم المنطق و بالأمن والسلم ، وهذا الشيء لن يتحقق إلا بالجلوس على طاولة واحدة من خلال الحوار المتبادل بين جميع الأطراف بغية انفراج مثل هذه الأزمات التي خيمت على المنطقة العربية والإقليمية في المقام الأول . تعاطف روسي مع قطر :  ويظهر من خلال هذا اللقاء التشاوري مدى تعاطف روسيا مع دولة قطر في هذا الحصار والأزمة التي افتعلت ضدها لأسباب سياسية يعلم الجميع خباياها وسيناريوهاتها بالتفصيل لأنها جاءت عبر مؤامرة ضد قطر وإشعال أزمات جديدة تخدم رباعي الحصار وتثير المزيد من البلبلة وعدم استقرار المنطقة ، وقد تكون للأزمة المفتعلة أجندات خارجية وضعت لها لكي يطول أمدها حتى تنعكس آثارها بشكل سلبي على المنطقة ، وهو ما يؤكد على أن اللقاء القطري الروسي يحمل بين طياته الكثير من الآمال في إيجاد بعض الحلول لأزمة الخليج وإنهائها بأسرع وقت ممكن . كلمة أخيرة :     التواصل بين قطر وروسيا مستمر .. ويمنح المزيد من العلاقات بينهما دفعة جديدة للأمام .. خاصة بعد زيارة سمو الأمير الأولى لروسيا في عام 2016 م .. وهي اليوم تتطلع لتعزيز التعاون العسكري بشكل أفضل في ظل الظروف الراهنة .. خاصة أن الروس صاروا أكثر انفتاحا على قطر دون دول الحصار كما يبدو واضحا للعيان .