11 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الاعتداء على حق الحياة للبشر على اختلاف دياناتهم ومذاهبهم وأعراقهم أو المساس بالأمن والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة هي خطوط حمراء لدى جميع الدول، شرقها وغربها، شمالها كما جنوبها. وبالتالي لا يوجد بين المسلمين من يطرب لسفك الدماء، أو يأنس بترويع الآمنين، أو يتلذذ حين تتهدم أو تُحرق جدران مبان أو مقار أو مساكن أو ما شابهها من جرائم هي محل الإدانة والاستنكار، وترفضها الفطرة السويّة فضلًا عن أن إسلامنا العظيم قد ألغاها من قاموسه ولا يوجد لها أي مسوّغات أو مبررات مهما تنطّع أو تكلّف متطرّفون تشويهًا وإساءة لشريعتنا السمحاء التي حفظت لغير المسلمين دماءهم وحقوقهم وأعراضهم وأموالهم.غير أنه في الأمثال الشعبية يقولون "إن طباخ السم يتذوقه" وهو مثل شعبي شائع يقولونه في لغة أهل الشام "طَبّاخ السّم بِيذُوقه" ويُقال في العموم لأي مشترك في عمل ما فإنه لابدّ وأن ينال نصيبه منه. فإذا كان هذا العمل أو الطبخ سمّا زعافًا فطبّاخه من الممكن أن ينسى ويذوقه. بل مهما كانت عملية طبخ السم متقنة البراعة والدقة، ومحاطة بالسرّية ومغلفة بالخبث والمكر التي تبريء الطباخ من الجريمة؛ فإن تقديرات المولى عزّ وجل تختلف عن تدبير البشر وصنيعهم، ولابدّ من أن يروا شيئًا من طبخهم ويأكلوه. ولعلّ التفجيرات المدانة والمستنكرة التي ضربت قلب أوروبا الأسبوع الماضي وخلّفت عشرات القتلى والمصابين في العاصمة البلجيكية بروكسل، وأثارت لديهم الحزن والقلق وموجات من الفزع والخوف؛ هي كانت من نوع السمّ الذي لابد وأن يتجرّعه طبّاخه في يوم ما.فحالة السماح أو الصمت، ولا نقول التواطؤ والتآمر التي يقوم بها الغرب بحكوماته ومنظماته وقواته جعلت من التفجيرات وما ينتج عنها من ضحايا بين قتلى ومصابين، هو برنامج أو شأن أو ممارسة يومية في عموم بلداننا، وترونها بالذات في بلاد الشام، لا تتم في جنح الظلام وإنما جهارًا نهارًا، تُنقل بعض صورها الحية على مختلف الفضائيات ووسائل الإعلام، وتتابعها دول العالم بكل هدوء، وتأخذ بشأنها موقف المتفرّج أو المتواطيء أو المتآمر على هذه الأرواح التي تُزهق، والدماء الزكية التي تُراق هناك.وأمثال تلك التفجيرات هي عنوان حياة الفلسطينيين، تحصد أرواحهم، تفرّق جمعهم، ترمّل نساءهم، تقضي على آمالهم، بل وتكون أداة التفجير صناعة أمريكية وغربية تمنع حتى مجرّد صدور قرارات أو بيانات إدانة أو (قلق) من المنظمات الأممية. ومثل تلك الكوارث والتفجيرات يجري فعلها في القرى والمدن الأفغانية التي يجري دكّها بالصواريخ والراجمات دون رحمة وبلا هوادة حتى لو كان المقصودون على الاشتباه وليس الجزم، بالتخمين وليس على وجه اليقين. مثل تلك الاعتداءات على أمن الناس وحقهم في الحياة تحدث في العراق، في الأنبار والموصل وتكريت وغيرها، مدن تُحاصر ويُمنع عنها الأكل والشرب والدواء، يُمنع الخروج منها أو الدخول إليها، تعددت أسماؤها كالفلوجة والرقة ومضايا والزبداني وحلب ومثلها غزة التي مضى حصارها مثلًا يُضرب في التاريخ؛ من يستطيع أن يقنعنا أنه لا دخل لأمريكا أو أوروبا في مثل هذا القمع والقتل والإبادة والحصار، سواء بأيديهم أو آلة الفتك التابعة لهم أو بالتواطؤ أو بالصمت والرضا. أو من يستطيع أن يقنعنا أن (داعش) أو مثلها من تنظيمات التطرف والقتل ليست صنائع غامضة تم تأسيسها أو تطويرها في دوائر المخابرات والأجهزة الأمنية الغربية لأغراض إجهاض ثورات وآمال، وتم تغذيتها بالمال والسلاح لتكون خنجرًا متعدد الاستعمال في أوطاننا. فإذا بها تهيج ويتطاير شررها ويتداخل أمرها أو يفرط زمامها ثم (يتطشّر) بعض سمّها إلى طبّاخيها..