18 سبتمبر 2025

تسجيل

حسبنا الله ونعم الوكيل!!

28 مارس 2013

الإعلان الغريب الذي نشر على حين غفلة وأثار الكثير من الضجة هو إعلان نراه غريباً..والذين أرادوا نشره يرونه عادياً.. ويفتقدون في عقل بالهم أن الأمر سوف يمر مرور الكرام.. وحقيقة فإن الإعلان مسيء جداً ومقصود لذاته وعلينا أن نتبين مع من نتعامل.. وكيف نتفاعل وأي مستوى من الدقة والاحترافية نتعامل حتى مع أقرب الأقربين لنا.. وفي الواضح أننا كسودانيين نتعامل بثقة زائدة.. وحسن نية مبالغ فيه.. وصدق غير مجد.. وعشوائية ضارة تظهر آثارها في الكثير من الخسائر التي نصاب بها في ديننا وثقافتنا وأمننا واقتصادنا.. وهذا الإعلان هو أنبوب اختبار من عدة سنياريوهات موضوعة لجرنا إلى مهاوي الانحراف والنخاسة وشراء الذمم والحط من قدرنا بشتى الصور والأساليب.. وهذا الإعلان تم إعداده وصياغته وتمريره بصورة محبوكة ومرتبة ووصفت له الممرات الآمنة لكي يعبر كل المراصد ويبلغ نهاية المطاف ويؤدي مفعوله. كثيرون من الذين هزتهم الصدمة.. فأصدروا الأحكام ضد الصحيفة والمحرر والموظف.. وآخرون صبوا جام غضبهم على الوزيرة.. إشراقة مع أن مثل هذه الإعلانات وغيرها لا تمر على الوزراء وإنما هناك إدارات معنية ومختصة بهذه الأمور.. ومثل هذه الإعلانات يمكن أن تمر على رؤساء التحرير فلا يقفون عندها.. ولا حتى يرونها بأعينهم لجهة أن هناك من هو مختص بالأمر.. ولهذا لا ينبغي أن نطلق العنان لأقلامنا لكي ننال من الوزيرة فهي واحدة من ثلاثة وزراء في هذه الوزارة.. وحتى لو كانت وحدها فهي غير معنية بالإعلان الصحفي.. إذ ليس هناك قانون يحكم الإعلان.. وغياب القانون يحرم القائم على الإعلان من المرجعية ويحدث هذا مع العلم بأن الإعلان هو جزء من صناعة الصحافة..ومكمل لإصدار الصحيفة.. بل تعتمد عليه الصحيفة بنسبة سبعين بالمائة من إيراداتها.. أي أن الإعلان أصل من أصول التحرير وجانب أساسي في نجاح الصحيفة.. وبالتالي لا بد أن يتضمن قانون الصحافة قانون الإعلان الصحفي.. الجائز والمباح والمحرم.. وقد بح صوتنا ونحن ننادي بضرورة استصحاب القانون الخاص بالإعلان ونحن نناقش قانون الصحافة ولكن كل الأصوات تقودنا إلى هل مجلس الصحافة قومي أم مهني.. وهل السجل الصحفي من حق الاتحاد أم من حق المجلس.. وجزى الله الشدائد كل خير والآن يمكن أن يسمعنا الآخرون وينادوا معنا بضرورة إصدار قانون خاص بالإعلان.. ومثلما تمر علينا مصائب كثيرة لا نرغبها وتضر بمصالحنا القومية نتيجة إهمال أو تعامل بحسن نية مر علينا هذا الإعلان اللئيم.. وأنا متأكد بأن من كتبه هدف إلى أمور هو يعلم أكثر منها بأنها منكرة.. ولا يقبل بها الرأي العام تحت أي ظرف من الظروف.. ولا بد من محاسبة كاتبها وصائغها والذي رمى به إلى أتون إعلامنا البريء.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.