13 سبتمبر 2025

تسجيل

عبدالرحمن الكواري ومحمد الكبيسي.. من الرعيل الأول للكشافة (76 - 77)

28 فبراير 2022

(1) عبدالرحمن صالح محمد الكواري: المدرسة دائما هي مكان الانطلاق نحو الإبداع والنشاط في كافة المجالات ومنها يحدد الشخص طموحاته وآماله بعد تخرجه منها إلى آفاق أرحب بعد سنوات طوال من الدراسة واكتساب الخبرة في الحياة. ومزاولة النشاط الكشفي عبر المدرسة يتيح للجميع أيضا بدء مشوار روح جديدة تكمن في الاعتماد على النفس وتعلم مهارات حديثة يخوض من خلالها مواجهة تحديات العصر بروح كلها أمل في السير نحو النجاح وعدم اليأس أو القنوط فيما نواجه من متاعب ومصاعب. وعلى امتداد العقود الستة الماضية كانت الحركة الكشفية في قطر تسهم مساهمة كبيرة في تأهيل وتدريب طلاب المدارس وما بعد المدارس أيضا لخوض غمار الحياة التعليمية والتدريبية بثقة ليس لها حدود.. وهو جانب من جوانب التفوق الذي يمتاز به المنخرط في العمل الكشفي وحتى لو كانت قليلة لأنها تعلّم الفرد مواجهة الأمر الواقع بروح شبابية تقوم على كسب الوقت والجد في العمل من أجل بناء هذا الوطن الذي دائما ما يعتمد على سواعد أبنائه في التنمية. من هؤلاء الكشافة الذين قدمتهم الحركة لخدمة المجتمع: السيد عبدالرحمن صالح محمد عبدالرحمن الكواري.. وهو من الذين مارسوا النشاط الكشفي لفترة من الزمن حيث كانت في أوج عهدها.. وحينها أصبح عدد الملتحقين بها يعدون بالمئات إن لم يكن بالآلاف خاصة وقت المعسكرات والمخيمات الكشفية التي كانت تقام في راس بو عبّود بفترة السبعينيات على وجه الخصوص.. وكانت مناسبة سنوية يشارك فيها الكشاف مع ولي الأمر والضيف والصديق من خلال النشاط اليومي داخل المعسكر حتى يأتي المساء فتبدأ حفلات السمر الليلية.. كما كان الجميع يشارك في طبخ الغداء والعشاء مع تقديم إفطار الصباح بجهد شخصي يحييه أفراد الكشافة من باب الاعتماد على النفس ودون الاعتماد على الآخرين من خارج المعسكرات والمخيمات. ولعل المخيم العاشر للكشافة هو أهم هذه المخيمات التي شارك فيها عبدالرحمن الكواري مع رفاقه من طلاب المدارس مع القائد الكشفي علي معيوف الرميحي على سبيل المثال لا الحصر. درس الكواري في مدارس قطر وتعلم في الخارج ثم عاد إلى وطنه متسلحا بالعلم وبعدها التحق بالخدمة العسكرية التي عمل فيها لسنوات طويلة كان فيها مثالا حيا للملتزم في عمله والمخلص لوطنه. وما من شك أن عمله في النشاط الكشفي كان له أكبر الأثر في تعلم مهارات وثقافة جديدة تقوم على الوفاء والإخلاص في العمل لكونه جمع بين التربية والتطوع وتنمية الشاب بدنيا مع الاندماج في العمل واكتشاف الميول والهوايات الشخصية. وتشير سيرته الذاتية: أنه من مواليد بلدة فويرط على ساحل قطر الشرقي الشمالي عام 1955م ودرس في المدارس والمراحل المختلفة وهي: - مدرسة فويرط الابتدائية بشمال قطر. - مدرسة الغشّامية الابتدائية بشمال قطر. - مدرسة ابن محمود ومدرسة اليرموك الإعدادية بالدوحة. - مدرسة الصناعة الثانوية بالدوحة. أما المرحلة الجامعية فقد كانت في الكلية الملكية البريطانية لعلوم الطيران منذ 1976 وحتى 1981م. وبعدها دخل في خدمة الجيش القطري عام 1981م حتى إحالته للتقاعد في عام 2007م.. وقد حضر الكثير من الدورات وورش العمل والملتقيات العلمية في مجال نخصصه. من هنا: فإن أبناء الرعيل الأول للكشافة استطاعوا خلال سنوات مزاولتهم للنشاط الكشفي اكتساب العديد من الخصال التي تقوم على تعلم بعض الواجبات والقيم الحسية والمعنوية للحركة الكشفية والتي قام أساسها على تنمية القدرات والتفاعل مع الطلائع بروح جماعية وتعلم مفاهيم جديدة عبر السلوك القويم التي يتعلمها كل كشاف مع مجموعته الصغيرة داخل المخيمات والمعسكرات. (2) محمد خميس إسلوم الكبيسي: لم تكن الحياة الكشفية بالحياة السهلة كما يتوقع البعض.. بل كانت صعبة وتتطلب من أفرادها الكثير من الأعباء والتحديات التي مروا بها جميعا في الحياة البرية ولاقوا من خلالها العديد من الصعاب التي لا نهاية لها.. ولم يتغلب الكشافة على صعوباتها إلا عبر التعاون والتكاتف والعمل بروح جماعية تكللت بالنجاح في نهاية الأمر. من الكشافة القطريين الذين عملوا في ميدانها السيد محمد خميس إسلوم الكبيسي الذي شارك في هذه الحركة برتم لم يعرف اليأس أبدا في ذلك الزمان بمشاركة رفاقه من أهل شمال قطر حيث كانت به الكثير من المشاركات الميدانية في فترة الستينيات من القرن الماضي بالرغم من صعوبة الحقبة الزمنية سواء كانت الاجتماعية أو الاقتصادية.. إلا أنه كان صامدا في وجه هذه التحديات من أجل البحث عن لقمة العيش وقوت أسرته بعد انتهاء عمله في الكشافة والتوجه للعمل في الحكومة بعد ذلك. ولهذا كان محمد الكبيسي مثابرا وصابرا لكي يكون من طلاب المدارس الذين أثبتوا نجاحا كبيرا في اكتساب المهارات الأولية من أجل التوجه لمواجهة حياة جديدة في العمل الحكومي. التحق الكبيسي بالنشاط الكشفي وهو طالب على مقاعد الدراسة في شمال قطر مع مجموعة من طلاب المدرسة.. وكان يحرص على إنجاز ما طلب منه خلال تلك الأيام وبحماس شديد.. وبعد الدراسة عمل في الحكومة حيث التحق بالبريد العام وعمل في وظيفة "ريس البريد الصادر" بوزارة المواصلات مع مجموعة من أبناء قطر حتى وفاته مبكرا وهو في سن الشباب، رحمه الله. وقد تزوج وأنجب واحدة من الإناث فقط.. وكانت وفاته في عام 2009م... أما ولادته فكانت في “بلدة الجميل“ في شمال قطر حوالي سنة 1954م. (3) كلمة أخيرة: كانت الحركة الكشفية تضم العديد من الشباب القطري الذي تحمس للعمل في هذا الميدان.. حيث ترك أثرا واسعا خلال فترتي الستينيات والسبعينيات على وجه الخصوص وهو العامل الذي جعل الكثير منهم يلتحق بمؤسسات الدولة بكل ارتياح فعملوا بإخلاص وثبات من أجل خدمة هذا الوطن والتفاني له. [email protected]