كيف تغيرت الأوقات ..

تنجح الأمم وترتقي حين تكون صاحبة مبادئ وقيم ثابتة وراسخة، تتبناها وتنتهجها في تعاملها مع المجتمع ومع من حولها، وأعظم المبادئ تلك التي تنظم حياة الإنسان والمجتمعات وتحفظ له كرامته وحريته في مجتمع يسوده الأمن والاستقرار ، حيث من الضروري الالتزام بالمبادئ وحمايتها والتمسك بها، فهي التي ستبقى في النهاية مهما تغيرت الأوقات. حضرني موقف للممثل الشهير بطل أفلام الأكشن والمغامرات ( أرنولد شوارزينجر) حيث قام بنشر صورة له وهو نائم في الشارع تحت تمثاله الشهير المصنوع من البرونز، وكتب بحزن كيف تغيرت الأوقات. سبب كتابته للجملة ليس فقط لأنه كبر في السن، لكن لأنه عندما كان حاكم ولاية كاليفورنيا، قام بافتتاح الفندق الذي يوجد التمثال أمامه وحيث إن المسؤولين عن الفندق (وقتها) قالوا لأرنولد: في أي وقت يمكنك المجئ ولك غرفة محجوزة باسمك مدى الحياة . وعندما ترك أرنولد الحكم وذهب للفندق، الإدارة رفضت إعطاءه الغرفة بحجة أن الفندق محجوز بالكامل ! فأحضر غطاء، ونام تحت التمثال ، وطلب من الناس أن تصوره حيث كان يريد ان يبعث رسالة هامة للجمهور هي أنه عندما كان في السلطة وله منصب وكان ممثلاً مشهوراً، كان الجميع يجاملونه وينافقوه، وعندما تقدم به العمر وفقد هذا المنصب نسوه ولم يوفوا بوعدهم له واحتقروه. نعم ياسادة الأوقات تتغير ، فلا تثق بمنصبك، ولا بمالك، ولا بقوتك، ولا بذكائك، فكل ذلك لن يدوم، ولن يبقى منه سوى ذكرى، وأعمالك الحسنة التي فعلتها في الحياة. خاطرة ،،، يقول الشاعر عبد الرحمن العشماوي في قصيدة ريحانة القلب ليس الهوى سلعة تشرى على ملأ ولا تباع ولا يأتي بها الغلب قد يعشق المرء من لا مال في يده ويكره القلب من في كفه الذهب حقيقة لو وعاها الجاهلون لماتنافسوا على معانيها ولا احتربوا ما قيمة الناس إلا في مبادئهم لا المال يبقى ولا الألقاب والرتب [email protected]