15 سبتمبر 2025

تسجيل

هل هناك مؤامرة على تركيا ؟

28 فبراير 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يذهب بعض المحللين والخبراء حين يقرأون المشهد الشرق أوسطي إلى فرضية عنوانها هناك مؤامرة على المنطقة وعلى تركيا تقوم بها القوتان الأعظم والقوى التي تدور في فلكها كإيران وميليشياتها والنظام السوري وكذلك إسرائيل ومن أهم أدوات هذه القوى تنظيم الدولة الإسلامية الذي يتخذ الآن مبررا لتواجد القوى اللاعبة في المنطقة وهذه القوى ليست راغبة في القضاء عليه حتى يحقق لكل منها مآربه فالتحالف الدولي فشل حتى الآن في القضاء عليه بل إن الجنرال أبو زيد القائد السابق للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط أعلن منذ أيام أن الولايات المتحدة خسرت أرض المعركة ضد الإرهاب وأنه لابد من إيجاد أفضل السبل لإعادة تشكيل الشرق الأوسط وإعادة رسم حدود المنطقة لتحقيق الاستقرار وبناء هياكل أكثر سلاما، وقال إن محاولة إعادة وضع الخريطة كما كانت في السابق لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد الصراع وتأجيج المزيد من العنف وهذا الكلام يتزامن مع التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي قال "إنه قد يكون من الصعب الحفاظ على وحدة سوريا" إذا لم يقع الالتزام بوقف إطلاق النار والانتقال إلى العملية السياسية وأن هناك خطة بديلة في حالة فشل هذا الوقف، ولكن لافروف نفى فيما يشبه التحدي وجود أي خطة بديلة لدى الولايات المتحدة مما يعني أن الولايات المتحدة سلمت الملف السوري لروسيا وهي بامتناعها عن الفعل وبتخليها عن الخطوط الحمر ساعدت وتساعد على تحويل سوريا إلى مستعمرة روسية أو دويلات ممزقة كما أنها بترددها في قبول تدخل بري تركي سعودي تكون قد خذلت حلفاءها تركيا ودول الخليج ومنحت الفرصة الكاملة لروسيا والنظام لفرض تسوية فوقية وإفراغ الأزمة من بعدها الشعبي الثوري. تصريحات كيري والجنرال أبو زيد لم تكن الوحيدة فهي مسبوقة بتصريحات لمسؤولين أمريكيين كثر منهم رئيس أركان القوات الأمريكية راي أوديرنو وجو بايدن نائب الرئيس وآشتون وزير الدفاع وهؤلاء جميعا قالوا بالتقسيم بل واجتمعت وفود أمريكية لهذا الغرض مع أكراد العراق وسوريا كما أبدى نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن تعاطفا مع المعارضة التركية وانتقد غير مرة الحكومة التركية فنظرة الولايات المتحدة للمكون الكردي السوري والمكون الكردي التركي هي نفس نظرتها للمكون الكردي العراقي ومن هنا استخدمت الإثنية والطائفية في سوريا كما استخدمت في العراق كأداة تفتيت وجاء دعم الولايات المتحدة وروسيا للأكراد السوريين الممثلين في الحزب الديمقراطي الكردي ووحدات حماية الشعب بهدف إقامة حكم ذاتي كردي على الحدود مع تركيا ليتطور فيما بعد إلى دولة تفتت ما حولها وقد أعلن أوباما في نوفمبر 2011 أن إستراتيجية الولايات المتحدة تتجه نحو تركيز أكبر على جنوب وشرق آسيا وبالتالي لم يعد يشغل بالها إلا أمن إسرائيل الذي لا يمكن أن تقوم له قائمة على المدى الطويل إلا إذا تم تفتيت ما حولها وهو الأمر الذي تم إنجازه في العراق ويجري إنجازه في سوريا واليوم يستخدم أكراد تركيا من قبل القوتين الأعظم روسيا والولايات المتحدة لنفس الغرض وقد أكد مايكل ويز في "الديلي بيست The Daily Beast"هذا المعنى فقال "إن تصريحات كيري تعد اعترافا منه بواقع تقسيم سوريا وأن الخطة "ب" هي نسخة من الخطة "ألف" التي اقترحها جوزيف بايدن بعد غزو العراق عام 2003 والتي كانت تقضي بتقسيم العراق إلى ثلاثة كيانات طائفية شيعي وسني وكردي" ويرى بعض الخبراء أن روسيا "ستعترف بمحور تأثير إيراني يتعاون مع المحور الكردي المدعوم من الولايات المتحدة وهذا المحور في سوريا سيكون معاديا لتركيا على خلاف المحور الكردي العراقي". الحكومة التركية تدرك ما يدبر وأصبح لديها اعتقاد بأن الولايات المتحدة ليست جادة في محاربة الإرهاب ولذلك اتهم نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش دولاً بالوقوف خلف المنظمات الإرهابية لاستخدامها كأدوات وذلك في إشارة إلى الدول التي تدعم حزب الاتحاد الديمقراطي السوري وحزب العمال الكردستاني وأبرزها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، وقال كورتولموش: التنظيمات الإرهابية تقف من خلفها دول وأضاف في مؤتمر صحفي في العاصمة أنقرة: "القوى العظمى تستخدم القوى الإرهابية كبيادق في الحرب "وبينما ترى الحكومة التركية أن القوى الفاعلة في الساحة السورية تعمل بدعمها للحزب الديمقراطي ووحدات حماية الشعب على تهديد أمن وسلامة ووحدة تركيا يرى بعض الكُتاب الأتراك أن هذه القوى بما فيها الولايات المتحدة والدول الغربية لا تكتفي بذلك بل تسعى إلى توريط تركيا في المستنقع السوري لإضعافها والقضاء على دورها في الشرق الأوسط من أجل تحسين علاقاتها بإيران بعد إبرام الأخيرة للاتفاق النووي. وتدرك تركيا أن الولايات المتحدة حين تدعم الحزب الديمقراطي الكردي السوري ووحدات حماية الشعب فهي في واقع الحال تدعم حزب العمال الكردستاني المصنف كحزب إرهابي لأن تفجيرات أنقرة أكدت لها بما يدع مجالا للشك التنسيق بين الحزبين الكرديين كما أنها ترى أن "توسع الأكراد في المناطق الحدودية قد تم بغطاء من طائرات إم-18 الأمريكية في الجو ومن قوات دلتا الخاصة على الأرض بما يعني وضوح المؤامرة التي تتعرض لها تركيا. روسيا التي جاءت بحجة القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية لم توجه سوى 15% من ضرباتها له وال 85% منها وجهتها للمعارضة والمدنيين وتسعى لعزل تركيا وتجييش الدول المجاورة ضدها وتحرض المجتمعات الأرثوذكسية ضد ما أسمته السلطان العثماني أردوغان وتدفع الأقليات العرقية والدينية والطائفية والسياسية داخل تركيا للخروج على الثوابت الوطنية بل وتقيم صلات مع حزب الشعوب الديمقراطي وبعض المعارضين وتعتبر تأكيد الهوية الإسلامية للشعب التركي تطرفا وعملا إرهابيا أما إيران وميليشياتها وتابعها حزب الله فقد باتوا لعبة في يد إسرائيل والدب الكبير روسيا والولايات المتحدة لنفس الغرض وإذا كانت المؤامرة على تركيا والمنطقة قائمة فالسؤال الذي ينبغي أن يطرح هو كيف يمكننا التصدي لها قبل فوات الأوان؟.