13 سبتمبر 2025

تسجيل

جولة مع الصحابي عبد الله بن عمر بن الخطاب في بيت المقدس

28 فبراير 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لا يكاد يُذكَر اتباع الأثر النبوي ومواطأة السنّة لرجل كما يُذكر لعبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وله في بيت المقدس قصص وأخبار تتجه صوب هذا المعنى الجليل الدالّ على وصول قيمة المكان إليه وحرصه على ملازمة الأثر النبوي هناك دون تزيُّدٍ، وعلاقة عبد الله بن عمر بفلسطين قديمة بدأت بمشاركته في معركة مؤتة الشهيرة التي فقد فيها المسلمون ثلاثةً من أمرائهم الكبار واحداً تلو الآخر، كما شهد معركة اليرموك الحاسمة، والتي مهّدت الطريق لفتح والده الخليفة عمر بيتَ المقدس، لكننا لا نجد له ذكراً مع الذين شهدوا الفتح العمري للمدينة، فلعله كان في مهمة عسكرية أخرى مع إحدى فرق أجناد الشام، إذ إنه من المجاهدين العريقين حتى إنه شارك في فتح مصر وفي فتح إفريقية أيضاً.بدأت أولى المرويات الصريحة في اتصاله ببيت المقدس بعد قضية التحكيم الشهيرة بين الخليفة الراشد علي بن أبي طالب وأمير الشام معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم أجمعين، تلك القضية المثيرة للجدل والتي جرت في الشام في منطقة دومة الجندل، حيث كان عبد الله بن عمر قد شهدها، وقد ذكروا عنه أنه ندم على حضورها، ويبدو أنه ترك المكان قبل إنجاز الاتفاق المثير حيث إن المفاوضات الأولى بين أبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص لم تصل إلى نتيجة، مما أغضب عبد الله بن عمر فتوجّه إلى بيت المقدس غرباً شادَّاً إليه الرحال الذي أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم، ولاسيَّما مع اقتراب موسم الحج، وهي فرصة ليشرع في سنّة قوليّة أخرى بالإحرام من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام اتّباعاً للترغيب النبوي (مَن أهلَّ بحجةٍ أو عمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام غُفِر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر).ويبدو أن زياراته تكررت للمسجد الأقصى لورود أخبار عديدة توحي بالنزول المؤقت هناك مع رفقة صالحة، وحرص على العبادة بشعائر تشبه شعار العابد المقيم لا المسافر، فقد شاهده عديد من التابعين يصلّي في الناحية الجنوبية القِبليّة من المسجد الأقصى، وفعل كما فعل أبوه من قبل فلم يصلِّ خلف الصخرة ولم يأتِها.وكان ابن عمر حريصاً على مجالسة الصالحين في بيت المقدس من أهلها ومن الزائرين لها من الصحابة والتابعين فقد شوهد ابن عمر مع عبد الرحمن بن محيريز وأبي أمامة الباهلي وواثلة بن الأسقع ببيت المقدس، كما شوهد هناك بعد صلاة الصبح فجلس في مجلسه من المسجد الأقصى حتى طلعت الشمس، فقام فصلى ركعات هو ومن معه، ثم قعدوا على رواحلهم في تلك الساحات الفسيحة داخل المسجد. وكان يرافقه أحياناً تلميذه ومولاه نافع، وكان يعلّم تلميذه أن يحذر من الوقوع في السيئات في هذا الموضع المبارك الذي يُخشَى أن تتضاعف فيه السيئات كما الحسنات في مذهبه المتحوّط، فكان يقول له: يا نافع! اخرج بنا من هذا البيت، فإن السيئات تضاعف فيه كما تضاعف الحسنات.وكان شديد الحرص في تتبّعه أن ينال بركة دعاء الأنبياء والمرسلين فكان إذا ذهب للصلاة في المسجد الأقصى لا يشرب من ماء المسجد حتى تكون نيّته للصلاة فقط لا لسبب آخر ولو كان طارئاً عابراً لا يؤثِّر في أصل النية، لينال دعوة نبي الله سليمان عليه السلام بما سأله لربه ألا يأتيه أحد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.* المدير العام لمؤسسة فلسطين للثقافة