04 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); شكلت هبة المليارات الثلاثة التي أعلنت المملكة العربية السعودية عن سحبها عنواناً للاستياء السعودي من السلطة اللبنانية، حتى ظن كثيرون أن هذه المليارات هي كل ما قدمته المملكة للبنان، متغافلين عن المليارات التي أغدقت بها المملكة ومعها دول الخليج على اللبنانيين منذ الحرب الأهلية.منذ البداية كانت المملكة حريصة على عدم التمييز في تعاملها مع اللبنانيين على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم. في مقابل هذا الأداء العابر للطوائف، كان لطرف آخر سياسة معاكسة، قامت على دعم ميليشيات مسلحة تابعة لها، تارة تحت مسمى مقاومة إسرائيل، وتارة أخرى لمواجهة الجماعات التكفيرية. لم تتأثر المملكة، فواصلت دعمها ومساندتها لاسيَّما للأجهزة الأمنية والعسكرية رغم أن بعض هذه الأجهزة قدمت أداء متحيزاً. لم يكتف الطرف الآخر بذلك، فدأب على توجيه الاتهامات والشتائم بحق المملكة العربية السعودية، وكانت الأخيرة تعتبر هذه المواقف تمثل أصحابها الذين ينفذون أجندات إقليمية خارجية. الجديد هو أن الموقف السلبي الذي أبداه فريق من اللبنانيين تجاه المملكة ودول الخليج بدأ يتسلل إلى السلطة الرسمية. فكان الموقف المخزي الذي عبر عنه وزير الخارجية جبران باسيل في اجتماعيْ جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي في خروج واضح عن الإجماع العربي والإسلامي. كان يمكن أن يقال: إن وزير الخارجية أعلن موقفاً فردياً لا يعبر عن موقف الدولة الرسمي، وكان يتطلب ذلك تصحيحاً من رئاسة الحكومة تعيد الأمور إلى نصابها. لكن ذلك لم يحصل، ولم يصدر أي نفي أو حتى تفسير للموقف اللبناني المستغرب.عند هذه اللحظة طفح كيل المملكة من أداء الدولة اللبنانية، ولم يعد بالإمكان تجاوز ليس فقط حالة الإنكار والجحود لمن ساعد وساند، بل كذلك خروج لبنان عن الإجماع العربي والإسلامي وأيضاً المنطق الأخلاقي والدبلوماسي. السؤال: هل أخطأت المملكة العربية السعودية ومعها دول الخليج في رهانهم على الدولة وتمسكهم بمؤسساتها كمرجع يجمع اللبنانيين؟ هل أخطأوا بتمسكهم بمنطق الدولة في الوقت الذي يقوم آخرون بنخر كيان الدولة ويسعون لتفتيتها ويتسللون بين فراغاتها؟ هل كان الأجدر توجيه الدعم والمساندة للفريق الذي يتوافق مع التوجهات العربية الجامعة ومساعدته في مواجهة الفريق الآخر الذي لم يعد سراً أنه ينفذ أجندة إقليمية توسعية، ويسعى لتفتيت لبنان وسلخه عن محيطه العربي والإسلامي؟