15 سبتمبر 2025
تسجيل(1) محمد زينل: من الاعلاميين القطريين البارزين في مجال الاعلام بشكل عام والاذاعة بشكل خاص، المذيع المتميز محمد زينل، الذي عمل مع الرعيل الأول للحركة الكشفية في قطر منذ سنوات الدراسة واستمر معها حتى التحاقه بعد ذلك في اذاعة قطر. والجميل في حكايته مع الكشافة انه عمل في هذا الميدان مع بعض أشقائه مثل: موسى وإسماعيل وإبراهيم. التحق محمد زينل بإذاعة قطر كمذيع عام 1978م وكان حينذاك في الاذاعة يعمل بها محمد المعضادي كمراقب للبرنامج العام ود. حسن رشيد مدير عام البرامج ومحمد ابراهيم السادة رئيس قسم المذيعين. وكان أول من أدخله استوديو الاذاعة المذيع الراحل محمد سلطان الكواري. وقد عمل زينل مع ألمع الأسماء في مسيرة اذاعة قطر، وكانت له كذلك اهتمامات رياضية، فقدم عدة برامج رياضية ونشرات الأخبار الرياضية، ومنها مشاركته في تغطية بطولة كأس العالم للشباب لكرة القدم عام 1981م في استراليا. ثم أصبح يقدم البرامج الرياضية بشكل رسمي، وكذلك تقديم النشرات الرياضية لفترة طويلة. يتذكر محمد زينل بعض الجوانب المهمة من حياته الشخصية والحركة الكشفية قائلا: انا من مواليد ١٩٥٢م، دخلت مدرسة خالد بن الوليد الابتدائية وكانت المدرسة في ذلك الوقت شعلة من الأنشطة الرياضية والكشفية، وكان المدرسون المشرفون على هذه الأنشطة يجتذبون الطلاب بكل الوسائل، بالمهرجانات الرياضية الضخمة والمعارض الفنية والبيئية وأنشطة تحنيط الحيوانات. ومن هنا كنت قد بدأت التعلق بأكثر من نشاط مثل: كلمات الصباح والكشافة والرياضة. وهذه الأنشطة استمرت معي في حياتي حتى اليوم وعلى سبيل المثال انا أول من قدم اول نشرة رياضية في إذاعة قطر وانا اول رئيس للقسم الرياضي في إذاعة قطر. ويضيف: اما في الجانب الكشفي فقد تميزت تلك الفترة بأسماء لامعة جذبت الطلاب للانخراط في المعسكرات الكشفية مثل محمود نوح واحمد بن علي الأنصاري وموسى زينل والكثير من شبابنا القطري النشط والمثابر وكان معي في فرقة الدوحة الاعدادية التي انتخبت من الزملاء الكشافين لقيادتها اذكر منهم الأخ محمد عبدالعزيز الخاطر قبل انتقاله إلى سلك الشرطة وتقلده منصب مدير المرور. ومن جيلي في الكشافة اذكر الإخوة محمد نوح والفنان علي ميرزا محمود والفنان علي عبدالستار والسفير ابراهيم السهلاوي. ثم انضممت إلى فرقة جوالة (عشيرة الحق) في بدايات تأسيسها على يد القائد مصطفى أبو شهلا والأخ عبدالله جابر فخرو وانضم إليها الكثير من الزملاء مثل ابراهيم الأنصاري مدير الدفاع المدني سابقا ومحمد نوح ومحمد راضي ود. عبدالرحمن مفتاح وحسن طاهر والعديد من الاسماء. وفي بداية السبعينيات تم اختياري للمشاركة في مخيم الكويت بقيادة الاستاذ احمد المغني وعيد بخيت المسلم الذي صار فيما بعد المفوض العام للكشافة وبالصدفة وفي طريق العودة إلى الدوحة كان سعادة الشيخ جاسم بن حمد - رحمه الله - على نفس الطائرة قادما من لندن بعد تشريفه لحفل تخرج ابنه الشيخ حمد، وطلب الاستاذ احمد المغني السلام عليه وما كان من سعادته الا ان توجه إلينا في الدرجة السياحية فوقفنا جميعا مادين التحية الكشفية لسعادته وبدأ معنا الحديث قائلا: (عسى بيضتوا الوجه في الكويت). فقال الاستاذ المغني: نعم طال عمرك وقلت له ان سلطان حافظ الملا أخذ المركز الأول في مسابقة خبز الرقاق. فقال سعادته: (مب بس خبز لرقاق نبيكم ناجحين في كل المجالات). ومما نتذكر بعد تأسيس فرقة جوالة عشيرة الحق الكشفية اقترح الزملاء الذهاب في جوله كشفية الى دولة الإمارات، وذهبنا بالفعل عن طريق بوم لصاحب السمو الشيخ أحمد بن علي حاكم البلاد في ذلك الوقت فذهبنا الى دبي وسكنا في مبنى وزارة المعارف القطرية، وكانت لنا جولات يومية في جميع الإمارات وختمنا الزيارة في أبوظبي وقد شرفنا فيها بمقابلة الشيخ زايد ال نهيان رئيس دولة الإمارات - رحمه الله - ومن لطيف ما في هذه المقابلة ان سألنا الشيخ زايد كيف شفتو أبوظبي؟ فكان جوابنا هي في تطور واضح. المذيع القدير محمد زينل كفاءة وطنية تستحق الاشارة اليها ضمن أسماء الرعيل الأول للكشافة القطرية والأجمل أنه أكمل مشوار حياته بالعمل في المجال الاعلامي فكان نعم المبدع فيه أيضا. وقد كرمته جمعية الكشافة القطرية مع مجموعة من القادة الكشفيين عام 2019 م. وفي الفترة ما بين 2012 - و2014 قدم محمد زينل أكثر من حلقة اذاعية خاصة عن مؤتمر قادة دول مجلس التعاون وكنت - شخصيا - أحد ضيوفها لسنتين متتاليتين وسجلت في اذاعة قطر وبثت في كل دول الخليج أثناء انعقاد القمة في تلك الفترة. يقول عنه أحد القادة الكشفيين: كان محمد زينل يقوم بإجراء المقابلات الاذاعية بعد العمل في الاعلام حيث يغطي أغلب الأنشطة الكشفية المحلية ومنها زياراته المتكررة للمخيمات وتغطيته للمخيمات الفرعية وقادتها والكشافين وقادة المدارس ويحضر حفلات السمر. (2) محمد علي الحمر: الكشافون القدماء هم بمثابة مرجع ومصدر تاريخي لمسيرة الحركة الكشفية في دولة قطر على مدى عقود. لكون البدايات الأولى للحركة كانت تضم خيرة أفراد المجتمع الكشفي في تلك الأيام خاصة ان الزمن الذي عاشوا فيه كان يقوم على الحب والتكاتف والتعاون على كافة الأصعدة. ومن هؤلاء الكشافة القدماء الذين تركوا بصمة كبيرة في المسيرة الكشفية المرحوم - بإذن الله تعالى - محمد علي الحمر الذي كان من خيرة أبناء الرعيل الأول في هذا الميدان وكان من الواجب علينا تخليد اسمه في ذاكرة الكشافة القطرية وتخصيص هذه السطور للتحدث عنه وعن عمله الوطني في زمن الطيبين. يقول عنه أحد رواد الحركة الكشفية في قطر: يعد محمد علي الحمر من أفضل القادة الكشفيين وأقدمهم، ومنذ تخرجه من مدارس قطر وتسلحه بالعلم بعد ذلك عمل مدرسا في المدارس (بعد دراسته في دار الملمين) كما انتقل الى جمعية الكشافة القطرية وتعاون معها لفترة من الزمن. وعمل مشرفا على المخيمات الكشفية من ناحية: إعدادها - وتنظيمها - وصيانتها - وزراعتها ونظافتها وبنائها ومياهها - والقيام بعملية شراء المواد والمستلزمات ونحوها. حيث شارك في الكثير من المعسكرت والمخيمات وكان فيها مشرفا عاما لبعض المخيمات والمعسكرات الكشفية مثل: - مخيمات راس بو عبود - مخيمات الوجبة (خليفة الدائم) - مخيمات الخور - مخيمات المدارس (مثل مدرسة الريان الجديد في عطلة نصف العام). وهو حاصل على السارة الخشبية المحلية وكذلك الشارة الدولية. وقد عاصر (الحمر) العديد من قادة الكشافة المتميزين في الفترة التي عاشها خاصة في زمن الستينيات. ومنهم: عبدالله رجب - محمد راضي - سلطان علي فخرو - عيسى هزاع - عبدالله محمود - علي العبيدلي.. وغيرهم كثير. وقد حضر العديد من الدورات وورش العمل المحلية والخارجية، بجانب حضور الملتقيات والمخيمات الشبابية في بعض دول الخليج والبلدان العربية الاخرى. يتحدث السفير أحمد جاسم الحمر عن بعض الجوانب من السيرة الذاتية للقائد الكشفي الراحل (محمد علي الحمر) قائلا: هو من مواليد عام 1948م. متزوج وحاصل على دبلوم المعلمين من قطر وحاصل على درجة البكالوريوس في التربية. وقد كان أحد قادة الحركة التي انضم اليها ستة 1959م. وهو حاصل على (الشارة الخشبية)، اما أهم المناسبات والفعاليات التي شارك فيها فمنها: - المؤتمر الكشفي السابع والعشرون بالمملكة المتحدة بمدينة برمنجهام وهو من المؤتمرات الدولية - التجمع الرابع للجوالة العرب في تونس - مخيمات عربية في ليبيا ومصر والمغرب - وكذلك جميع فعاليات الكشافة المحلية بدولة قطر - ندوة المفوضين بالسعودية (جدة). وعن اهم الأعباء التي قام بها خلال عمله الكشفي فمنها: الاستعلامات والاشراف على المخيمات - توزيع رسالة المخيم - كتابة الاحصائيات عن عدد المشاركين من كل مدرسة من مدارس قطر بمجرد وصولهم الى بواية المخيم الرئيسية - ارشاد الزوار بأماكن المخيمات الفرعية - منع دخول السيارات من أي نوع داخل المخيم - ارشاد السيارات للأماكن المخصصة لها لوقوفها خارج المخيم - عمل احصائية بعدد الزوار كل يوم وعرضها على القيادة العامة - تأمين الحراسة على البوابة الرئيسية بالاتفاق مع لجنة الحراسة - تنظيم النقليات - ابلاغ القيادة العامة الى قيادة المخيم عن أي تقصير يحدق - الاشراف العام على المخيم بما فيه من عمال وحراس. وفي كلمة وجهها القائد الكشفي (محمد علي الحمر) حول الكشافة قال فيها: أوجه الشكر دائما الى الإخوة القائمين على خدمة الحركة الكشفية في قطر. وأحث القادة على مواصلة السير نحو طريق مستقيم لخدمة الحركة الكشفية في بلدنا العزيز. وأرجو من أبنائنا الكشافة مواصلة جهدهم وابراز ميولهم وقدراتهم واظهار ما لديهم من مهارات وخبرات متجددة واكسابهم القدرة على المشاركة الفعالة المستمرة والعطاء الدائم للتواصل ليكونوا رمزا للأجيال القادمة من إخوانهم الكشافين. محمد الحمر من خيرة القادة في مسيرة الحركة الكشفية القطرية على مدى سنوات طويلة، وامتاز بأخلاقه الرفيعة وسيرته الحسنة التي كانت تردد على كل لسان، وقد كانت وفاته في 19 ابريل 2011م، رحمه الله رحمة واسعة. (3) كلمة خيرة: تبقى ذاكرة الحركة الكشفية والرعيل الأول لها بمثابة نقطة تحول في تاريخ هذا الوطن الغالي، وما زال الكثير من الأسماء تنتظر دورها في النشر والاشارة لإنجازات ذلك الوطن الجميل الذي لا يعوض ولا يمحى من الذاكرة.